أخبار اليوم – تالا الفقيه - أكدت التربوية الدكتورة آية الشوابكة أن الأسابيع الأولى من العام الدراسي تكشف عن مزيج من المشاعر لدى الأسر والطلاب بين الفرح بالانتقال إلى مرحلة جديدة، والقلق الناتج عن انفصال الطفل عن بيئته المنزلية وتعلقه العاطفي بأسرته، مشددة على أن نجاح هذه المرحلة الانتقالية يتطلب تعاوناً مشتركاً ومتواصلاً بين الأهل والمدرسة.
وأوضحت الشوابكة أن الطفل عند دخوله المدرسة يواجه بيئة جديدة ومختلفة، ويحتاج إلى وقت حتى تصبح مألوفة بالنسبة له، الأمر الذي يستدعي من الأهل الاستمرار في تقديم الدعم النفسي والتشجيع اليومي، وفي المقابل على المدرسة القيام بعمليات الاحتواء وبناء جسور الأمان مع الطلبة.
وأشارت إلى أهمية متابعة الأهل اليومية لأبنائهم، والاستماع لمشاعرهم بعد عودتهم من المدرسة وتشجيعهم على الحديث عن تجاربهم، إلى جانب تعزيز ثقة الطفل بالمدرسة من خلال إظهار الرضا عنها أمامه والتأكيد على التواصل المستمر مع الإدارة والمعلمين.
كما دعت إلى تدريب الأبناء على الاستقلالية، مثل تحضير الحقيبة وتنظيم الأدوات، لما لذلك من أثر في تعزيز ثقة الطفل بنفسه ومساعدته على التكيف، مؤكدة أن الصبر والاحتواء خلال مرحلة التكيف أمر أساسي، خاصة أن بعض الأطفال قد يُظهرون مظاهر كالقلق أو البكاء، ما يستوجب من الأهل تجنب الانفعال أو العقاب السلبي.
وبيّنت الشوابكة أن دور المدرسة يتمثل في وضع رؤى للتعامل مع هذه الحالات الفردية، من خلال متابعة كل طفل على حدة من قبل المعلمين والمرشدين، وتجديد الأنشطة الصفية، ولا سيما الجماعية منها، مثل الألعاب التعاونية والأنشطة الفنية، التي تعزز شعور الطفل بالانتماء وتسهّل اندماجه.
وأكدت أن التواصل الدوري بين المدرسة والأهل لا يجب أن يقتصر على بداية العام الدراسي، بل يجب أن يكون مستمراً لإطلاع الأهل على أوضاع أبنائهم، إلى جانب توفير بيئة صفية قائمة على التشجيع والثناء أكثر من العقاب والتوبيخ، بما يساعد على سرعة تكيف الطفل مع المدرسة.
وختمت الشوابكة بالتأكيد على أن هذه المرحلة حساسة وتتطلب من الأسرة أن تبقى داعمة وصبورة، ومن المدرسة أن تبقى بيئة حانية وآمنة، حتى ينتقل الطفل من رهبة البداية إلى حب التعلم والانتماء للمدرسة، مشيرة إلى أن رحلة النجاح ما زالت في بدايتها وتحتاج إلى تعاون دائم بين الطرفين لضمان بيئة تعليمية آمنة وحاضنة.