خامنئي لبزشكيان: حسنوا معيشة الناس وواجهوا "اللاحرب واللاسلم"

mainThumb
خامنئي لبزشكيان: حسنوا معيشة الناس وواجهوا "اللاحرب واللاسلم"

08-09-2025 03:31 PM

printIcon

أخبار اليوم - طالب المرشد الإيراني علي خامنئي، الرئيس مسعود بزشكيان، وأعضاء حكومته، باتخاذ إجراءات جدية، تعمل على تحسين معيشة الشعب، دون قلق من ارتفاع أسعار السلع.

جاء ذلك خلال لقائه أمس الأحد بزشكيان العائد للتو من زيارته إلى الصين، والتي قال إنها توفر أرضية لأحداث سياسية واقتصادية كبرى، في إشارة إلى الانفتاح على بكين، التي لا تجد بُداً من فتح ذارعيها لإيران، لتخطي العقوبات الأميركية ضدها.

"القدرة الوطنية"
كما ركز خامنئي في كلمته على الداخل الإيراني، قائلاً إن "تعزيز مقومات القدرة الوطنية، والعزة الوطنية من وظائف الحكومات"، مشدداً على أن "أهم هذه المقومات هو الروح المعنوية، الحافزية. الوحدة والأمل لدى الشعب. هذه أمور يجب إرسائها وتعزيزها قولاً وعملاً. يجب منع إضعافها".

رسائل للداخل
وترجم الخبير السعودي اللواء الدكتور عبد اللطيف الحميدان في حديث مع "العربية.نت"، تلك الخطوة التي ركز من خلالها خامنئي على الداخل، على أنها رسالة موجهة للشعب الإيراني، تفيد بتحول استراتيجي في سياسة البلاد، لخلق أرضية تسعى لتأسيس دعم شعبي، للتوجهات الإيرانية، تهدف لتخفيف الضغوط المتزايدة على الحكومة، لذلك تسعى طهران لمعالجة المشاكل الاقتصادية الداخلية، حتى لا تتحمل الدولة مسؤولية الوضع المأساوي الذي قد يطرأ في إيران.

إجماع البلاد والسلطات الثلاث
وأمل خامنئي، الرجل الأول في إيران، بأن يحدث إجماع في البلاد، يقوم على تآزر رؤساء السلطات الثلاث –السلطة التنفيذية التي يمثلها الرئيس والحكومة والمسؤولة عن تنفيذ القوانين وإدارة شؤون البلاد، والتشريعية المكونة من مجلس الشورى ومن صميم عملها سن القوانين في الدولة، والقضائية المعنية بتطبيق القانون وتفسير الدستور -، لكنه استدرك في حديثه قائلاً: "ينبغي أن تكون الأجهزة والجهات المسؤولة عن اتخاذ القرارات وصناعتها، فاعلة في هذا المسار".

كسر العقوبات ودعم الشباب
وفي دلالة على كسر العقوبات المفروضة على تصدير النفط الإيراني، وعدم إعارتها أدنى اهتمام، دعا خامنئي لإحداث تحولات في إنتاج النفط واستخراجه، وتحريك عجلة تصدير النفط بنحو أكبر، وتوسيع وتنويع دائرة "زبائنه"، منتقداً العوامل التي أدت إلى تراجع إنتاج النفط، من أساليب ومعدات قديمة، مشدداً على ضرورة الاستفادة من خبرات الشباب، لحل المشكلات.

"لا حرب ولا سلام"
أما في الشأن السياسي، فينبغي طبقاً لتصريحات المرشد الإيراني، ألا يتم انتظار التحولات الخارجية، لمعالجة المشكلات، وهذا يتطلب عملاً جاداً، لمواجهة ما اعتبره حالة "لا حرب ولا سلام"، التي يسعى "العدو" حسب تعبيره، لفرضها، وهي حالة خطيرة وضارة للبلاد.

قطع العلاقات مع إسرائيل
وحمل خامنئي مسؤولية حث الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل، بقطع ذلك الارتباط، سياسياً وتجارياً، كونه "كيان مجرم خبيث، والأكثر عزلة وبُغضاً في العالم"، مدعوماً بالقوة الأميركية، على حد تعبيره.

خطوط الدبلوماسية الإيرانية
خامنئي وضع مطالبته تلك، كضرورة يجب أن تلتزم بها الدبلوماسية الإيرانية. وقال في هذا الصدد: "يجب أن يكون أحد الخطوط الرئيسية في دبلوماسيتنا".

حشد الدعم السياسي
وحول دعوة إيران للدول التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل، لقطع تلك العلاقة، رأى عبد اللطيف الحميدان، أن ذلك يندرج في إطار "حشد الدعم السياسي"، للعنوان الإيراني العريض، الذي يهدف لمعاداة إسرائيل والولايات المتحدة، متوقعاً في الوقت ذاته، ألا تلقى تلك الدعوات صدى في أوساط الدول الإسلامية.

غياب النووي
اللافت في الأمر، أن حديث خامنئي لم يأت على ذكر البرنامج النووي، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها المرشد الإيراني، دون التطرق للبرنامج، الذي تجده دوائر رسمية، أمراً مفروغاً منه، يتجاوز حدود الخيارات، وتعتبره حقاً مشروع، لمواجهة "أعداء إيران".

رسالة للغرب
وبالعودة لتصريحات الحميدان، الذي تعمّق في شرح هذا المحور، خلُص لاستنتاج قائلاً: "عدم التطرق للملف النووي من قبل المرشد، يمثل رسالة للغرب، بأن طهران منفتحة على الحوار، وبالإمكان أن يكون هناك نقطة تلاقي بينها وبين الغرب، حيال ملفين، البرنامج النووي، والصواريخ الباليستية".

أثر الهجوم
أما عن تفسيرات الحميدان حول غياب الملف النووي عن تصريحات المرشد الإيراني، فرأى أن "الضربات الموجعة التي لحقت بإيران، بعد الهجمات الإسرائيلية – الأميركية، على أهم مواقع التخصيب النووي الإيرانية، كان لها الأثر البالغ، لذلك لم يتطرق خامنئي لهذا الشأن".

إيران قبل وبعد
إلى ذلك، أخذ الحميدان بشرح الرؤى السياسية الإيرانية، بعد تلك المواجهة، موضحاً أن "إيران قبل تلك الهجمات ليست كما بعدها. تهدئة خطابها السياسي والعسكري تجاه الغرب، يمكن ربطه بأنها مثخنة بالجراح. لقد طالتها هجمات استهدفت أجزاء حساسة في برنامجها النووي. إيران تواجه العالم بأسره بأفكارها النووية. لكن بغمضة عين، ذهبت رهاناتها. ذهب علماء. وقتل خبراء. وقادة من الصف الأول بأهم أجهزتها العسكرية والدفاعية. على هذا الأساس تريد إيران تهدئة العالم. أعتقد أن ذلك مرحلياً".