عمّان – أخبار اليوم – تالا الفقيه

أوضحت الدكتورة رولا بزادوغ أن ما يُعرف بالاكتئاب الموسمي، أو الاضطراب العاطفي المرتبط بتغيّر الفصول، هو حالة نفسية حقيقية تظهر عادة مع بدايات الخريف ودخول الشتاء، إذ يلاحظ كثيرون انخفاضًا في الطاقة، وزيادة في ساعات النوم، ورغبة أكبر في العزلة، وشعورًا بالحزن من دون سبب واضح.

وبيّنت أن السبب الرئيس لهذه الحالة يعود إلى قلة التعرّض لأشعة الشمس، ما يؤثر على إفراز الهرمونات المسؤولة عن المزاج وتنظيم النوم، فيختل توازن الطاقة والشهية. ورغم أن هذه الحالة شائعة في المناطق الباردة ذات النهار القصير، إلا أنها قد تُلاحظ في منطقتنا عندما تقصر ساعات النهار وتقل أشعة الشمس.

وتنصح بزادوغ بعدة خطوات عملية للتخفيف من الأعراض، أبرزها التعرض المباشر للشمس يوميًا لمدة 20 إلى 30 دقيقة، سواء بالمشي في الخارج أو الجلوس قرب النوافذ. وفي حال غياب الشمس يمكن اللجوء إلى العلاج بالضوء باستخدام أجهزة خاصة تعوّض نقص الإضاءة الطبيعية، أو زيادة التعرّض للإضاءة المنزلية القوية.

كما شددت على أهمية النشاط البدني المنتظم لتحفيز إفراز هرمونات السعادة وكسر الكسل، إلى جانب اتباع نظام غذائي متوازن يقلل من استهلاك السكريات التي تمنح طاقة مؤقتة وتفاقم التعب لاحقًا. والأهم، بحسب بزادوغ، عدم التردد في مراجعة مختص نفسي إذا استمرت الأعراض أو أثرت في الحياة اليومية، مؤكدة أن العناية بالصحة النفسية ليست رفاهية بل ضرورة للحفاظ على التوازن في كل الفصول.