كاتب إسرائيلي: نتنياهو تسبب بجعل 7 أكتوبر عيد استقلال فلسطيني

mainThumb
كاتب إسرائيلي: نتنياهو تسبب بجعل 7 أكتوبر عيد استقلال فلسطيني

25-09-2025 03:44 PM

printIcon

أخبار اليوم - وجّه الكاتب والمعلق الإسرائيلي البارز بن كسبيت -في مقال نشرته صحيفة "معاريف"- انتقادات لاذعة وشديدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو محمّلاً سياساته مسؤولية "إعادة القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام الدولي".

وأضاف بن كسبيت أن نتنياهو بعد أن كان قد نجح هو نفسه لسنوات في تجميد القضية الفلسطينية، ها هو يعيدها للواجهة، مما قاد إسرائيل إلى "العزلة، والإذلال، والمقارنة مع كوريا الشمالية وإيران".

وقال أيضا إن نتنياهو، الذي طالما تفاخر بإخراج الدولة الفلسطينية من جدول الأعمال الدولي، أصبح اليوم "بنيامين زئيف هرتزل الفلسطيني في نظر التاريخ" بعد أن أدت سياساته إلى موجة اعترافات غير مسبوقة من 142 دولة بدولة فلسطينية مستقلة.

وهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة الذي يُنسب إليه وضع الأساس لفكرة الدولة اليهودية.

وأضاف الكاتب "7 أكتوبر (تشرين الأول) يوم أكبر كارثة حدثت لنا منذ قيام الدولة سيصبح عيد الاستقلال الفلسطيني".


من تجميد القضية إلى تفجيرها
يستعيد بن كسبيت في مقاله توصيفاً شهيراً قدّمه دوبي فايسغلاس مستشار رئيس الوزراء الراحل أرييل شارون، مشبها وضع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بجرة مليئة بـ"الفورمالين" لحفظها من التحلل (المقصود هو الحيلولة دون نجاح المفاوضات في تحقيق أي إنجاز).

ويعلّق على ذلك بالقول "تمكن نتنياهو من تجميد القضية الفلسطينية في الفورمالين.. لكن بعد فترة التجميد جاءت فترة الغليان. انفجر الفورمالين في وجوهنا جميعاً".

وبحسب الكاتب، فإن نتنياهو تحوّل من "تجميد القضية" إلى "تفجيرها على رأس إسرائيل" إذ لم يعد الحديث عن دولة فلسطينية مجرد فكرة بعيدة، بل تحول إلى مطلب عالمي شرعي تُجمع عليه غالبية دول العالم.

ويُذكّر بن كسبيت بأن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مثّلت "الكارثة الأكبر منذ قيام الدولة" حيث قُتل نحو 1200 إسرائيلي.



ولكنه يقول "مع ذلك، فإن العالم انقلب ضد إسرائيل بفعل استمرار الحرب على غزة وما خلّفته من دمار هائل وآلاف الضحايا".

ويرى الكاتب أن نتنياهو بسياساته نجح في قلب الطاولة على إسرائيل لتصبح في عزلة تامة، وتُتهم بارتكاب إبادة جماعية، وذلك بعد أن كانت الإدانات موجهة لحركة حماس بسبب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.


مقارنة
يتهم الكاتب نتنياهو بعدم معرفة "متى يتوقف" زاعما أنه رغم أن إسرائيل وجّهت إلى حركة حماس "ضربة لم تواجهها أي منظمة من قبل" ودمرت بنيتها التحتية وقيادتها العسكرية، فإنه استمر في الحرب دون تحديد "نقطة خروج" واضحة مما أدى إلى استنزاف إسرائيل سياسياً وأخلاقياً.

ويرى بن كسبيت أن رئيس الوزراء "أسره مهووسون بالحرائق الذين وضعهم في حكومته" في إشارة إلى شركائه من أقصى اليمين الديني والقومي، الأمر الذي "سحب إسرائيل كلها إلى أدنى نقطة عرفتها الدولة اليهودية منذ تأسيسها".

ويقدّم الكاتب مقارنة صادمة بين استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأمم المتحدة وبين استقبال رئيس سوريا "الجديدة" أحمد الشرع.

وكتب يقول "وقف قادة العالم المستنير والحر في طابور لالتقاط صورة سيلفي معه ومصافحته، بينما يُعامل رئيس وزراء إسرائيل كمجرم هارب".

ويؤكد بن كسبيت أن نتنياهو أصبح "مشتبهاً مطلوباً" للمحكمة الجنائية الدولية، مشيراً إلى المفارقة القاسية لإسرائيل في أن العالم يمنح الشرعية لـ"جهادي سابق" في حين يلاحق رئيس وزراء إسرائيل بـجرائم ضد الإنسانية.

ويختم مقاله بالقول إن "الوقت قد حان لنتوقف عن إلقاء اللوم على العالم كله" مضيفا "لقد جلبها نتنياهو على نفسه، وعلى أنفسنا بأصابعه العشرة".

معاريف