أخبار اليوم - أثارت جريمة مقتل شاب عشريني وإصابة طفل خلال مشاجرة وقعت في منطقة جبل طارق بمحافظة الزرقاء موجة استنكار واسعة، انعكست في مئات التعليقات الغاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، عبّرت عن قلق عميق من تصاعد الجرائم في مختلف مناطق المملكة.
المتابعون أبدوا صدمتهم من تكرار حوادث القتل على خلفيات تافهة مثل أولوية المرور أو خلافات آنية، مؤكدين أن المجتمع بات يواجه ظاهرة تهدد الأمن والسلم المجتمعي. كثيرون استحضروا أحاديث نبوية عن كثرة القتل في آخر الزمان، فيما ربط آخرون بين تفشي البطالة وتعاطي المخدرات وتراجع منظومة القيم العائلية، مشيرين إلى أن الفراغ وانعدام فرص العمل يدفعان الشباب نحو العنف.
أبرز المطالبات الشعبية تمحورت حول ضرورة إعادة تفعيل عقوبة الإعدام كوسيلة ردع، إذ كتب عشرات المعلقين أن غياب القصاص شجّع على استسهال الجريمة، داعين الحكومة إلى إنفاذ القوانين بحزم وعدم الرضوخ للجاهات والعطوات العشائرية التي تنهي القضايا بـ«فنجان قهوة». كما حمّل آخرون المسؤولية للأسر التي تتساهل في تربية أبنائها أو تتركهم فريسة لأصدقاء السوء، مطالبين بعودة التربية الدينية والأخلاقية إلى صلب البيت والمدرسة.
القضية أعادت تسليط الضوء على تحديات اجتماعية واقتصادية متشابكة: فإلى جانب البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة، أشار بعض المعلقين إلى ضغوط نفسية متراكمة وانحسار الدور التوعوي، في وقت يرى فيه مواطنون أن الردع القانوني الصارم وحده قادر على كبح هذه الجرائم التي «تسلب المجتمع أمنه وأمانه».
وتواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها في الجريمة التي حوّلت منطقة جبل طارق إلى ساحة حداد وغضب، فيما ينتظر الرأي العام خطوات رسمية تعيد الطمأنينة وتؤكد أن الدم الأردني مصون بقوة القانون.