في زحمة ازمات الإقليم وتوتراته وحروبه يحتاج الاردنيون الى تحديد مصالحهم واولوياتهم خاصة عندما تحدث تطورات او مشاريع حلول لإحدى الازمات او الحروب، وهذا الامر من السهل ان نقرأه ونراه في تحركات وأحاديث الملك ولقاءاته مع قادة القرار في العالم.
ونحتاج دائما ان نتعامل مع كل الملفات بعيون اردنية مباشرة اي من منظار المصالح الاردنية ومنها موقف الاردن الدائم في مساندة الأشقاء في كل مرحلة صعبة اضافة الى خصوصية القضية الفلسطينية اردنيا.
واذا اتجهنا شمالا حيث سوريا الشقيقة التي تتحرك سريعا للتعافي من اثار حكم النظام السابق على الدولة ومواطنيها وتنميتها وايضا للتعافي من ١٤ عام من الحرب والتدمير والتهجير، ومؤكد ان الحضور المهم للقيادة السورية في اجتماعات الامم المتحدة الاخيرة بما يعني عودة سوريا الدولة الى العالم ومسار رفع العقوبات الدولية بكل ما يعنيه هذا من قوة دفع لخطوات سياسية واقتصادية اضافة الى ذهابها الى انتخابات مجلس للنواب قريبا وبناء مؤسسات الدولة السورية الجديدة.
وما نتمناه ان تستطيع سوريا ان تغلق ملف السويداء بالتضافر مع جهود الأصدقاء والاشقاء وفي مقدمتهم الاردن الذي يبذل كل جهد ممكن للحفاظ على وحدة الارض السورية ومنع تحول هذا الملف الى حصان طروادة اسرائيلي للعبث بالأرض السورية.
اما الملف الفلسطيني والذي يشهد تطورا مهما وهو خطة ترامب لانهاء الحرب في غزة فان مصالح الاردن في هذا المسار وقف العدوان والموت والتدمير عن أهل غزة،ووضع حد لمخطط اسرائيل للتهجير في غزة واعادة الحياة والأعمار فيها، إضافة إلى وقف كل فعل اسرائيلي لضم الضفة الغربية واي جزء منها بكل ما يعنيه من اثار مباشرة على المصالح والأمن الاردني.
ورغم ان خطة ترامب ليست عادلة للقضية الفلسطينية لكنها تقوم على نتائج الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر الى اليوم، فموازين الهزيمة والنصر والواقع الميداني تفرض نفسها على اي خطوات او مشاريع سياسية تنهي الحرب، اما التفاصيل الخاصة بمن يحكم غزة ومن يديرها واين ستكون حماس او السلطة فان مصلحتنا ان تكون هناك ادارة فلسطينية وليس بقاء الاحتلال، وبقية التفاصيل شأن فلسطيني فالمهم وقف الحرب والضم والتهجير.
التعامل مع القضايا والتطورات من زاوية مصالحنا الاردنية وانحيازنا للاشقاء حولنا مهم في خدمة الأشقاء وايضا ان لا يدفع الاردن ثمنا لاي حلول او ان يتحمل نتائج ازمات لم يكن شريكا في صناعتها او وقفها.