أخبار اليوم - ما تزال أسعار بعض الخضار الأساسية في الأردن، وعلى رأسها البندورة والبطاطا، تشهد تفاوتاً كبيراً بين السوق المركزي ومحلات البيع للمستهلك، في وقت يعاني فيه المزارعون من خسائر بسبب وفرة الإنتاج والفائض في المعروض.
فقد بلغ سعر كيلو البندورة في السوق المركزي نحو 35 قرشاً، بينما يصل للمستهلك في محلات البيع بالتجزئة إلى 70 قرشاً. وفي أوقات أخرى تباع بكسة البندورة الكاملة بنصف دينار فقط نتيجة فائض الكميات المعروضة. وفي المقابل، انخفض سعر البطاطا في بعض الفترات إلى 15 قرشاً للكيلو، بينما شهدت مواسم سابقة ارتفاعاً حاداً وصل إلى 3 دنانير للكيلو، ما يعكس اختلالاً واضحاً في دورة التسعير والتوزيع.
ويؤكد المزارعون أن بيع البطاطا والبندورة بهذه الأسعار لا يغطي كلفة الإنتاج، حيث تصل تكلفة الكيلو من البطاطا إلى نحو 40 قرشاً، في حين يُجبرون أحياناً على البيع بأقل من ذلك بكثير نتيجة الفائض الكبير. ويرون أن غياب سياسات تسويقية عادلة وتخزين استراتيجي يفاقم من أزماتهم، إذ تُترك المحاصيل رهينة لتقلبات السوق من وفرة أو شحّ.
المواطنون من جهتهم يواجهون الفارق الكبير بين أسعار السوق المركزي وأسعار التجزئة، حيث ترتفع الأسعار عند وصولها للمستهلك رغم الوفرة، وهو ما يطرح تساؤلات حول دور الوسطاء والرقابة في ضبط الأسواق ومنع الاستغلال.
الخبراء يرون أن الحلول لا تكمن فقط في ضبط الأسعار آنياً، بل في سياسات زراعية وتسويقية طويلة الأمد، تشمل دعم التصدير، وإنشاء صناعات تحويلية، وتفعيل أدوات التخزين البارد، بما يضمن استقرار السوق ويحمي المزارع والمستهلك