(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)

قال الدكتور نسيم أبو خضير إن يوم الجمعة هو يوم عظيم وعبادة جليلة رفع الله شأنها، فهي دعوة من السماء إلى الأرض، نداء رباني يجمع المؤمنين على ذكر الله وترك الدنيا، كما قال تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".

وأوضح الدكتور أبو خضير أن صلاة الجمعة ليست مجرد أداء لركعات، بل هي عبادة متكاملة يتجلى فيها الخشوع والخلق الحسن، فهي تربية للنفس قبل أن تكون طقوسًا ظاهرية، ومدرسة تغرس في المسلم قيم الاحترام والانضباط.

وقال إن المؤسف أن بعض المصلين يغفلون عن هذا الجوهر العظيم، فتجدهم يذهبون إلى المساجد متأخرين، ويصفّون سياراتهم بطريقة تُغلق الطرق وتمنع المارة وتضيّق على الجيران، وكأن الصلاة تمنحهم رخصة لتجاوز النظام.

وبيّن أن مثل هذه التصرفات تُفقد صلاة الجمعة معناها الحقيقي، لأن العبادة لا تنفصل عن السلوك، والخلق جزء لا يتجزأ من الإيمان. وأضاف: "كيف لمن يسمع في كل خطبة قول النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) أن يؤذي الناس في طريقهم إلى بيوتهم أو يمنع عنهم المرور؟"

وأشار إلى أن الالتزام بالنظام واحترام الآخرين جزء من العبادة، وأن حسن الخلق عبادة عظيمة لا تقل أجرًا عن إطالة السجود. فالمؤمن الصادق هو من يخرج من المسجد بروح مطمئنة ولسان صادق وخلق رفيع، تشهد له الأرض بالخير ويشهد له الناس بالاحترام.

واختتم الدكتور نسيم أبو خضير حديثه قائلًا:
"إن صلاة الجمعة ليست فقط لقاءً مع الله في المسجد، بل امتحان لسلوكنا خارجه، فمن لم تظهر آثار صلاته في أخلاقه فقد خسر جوهر العبادة وترك صورتها."