غارديان: قضيتان تهددان بنسف خطة ترامب للسلام في غزة

mainThumb
غارديان: قضيتان تهددان بنسف خطة ترامب للسلام في غزة

18-10-2025 02:04 PM

printIcon

أخبار اليوم - بدأ تطبيق بعض بنود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة مثل تبادل الأسرى وتدفق المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية الجزئي، إلا أن هذه الانفراجة الأولية تخفي وراءها مشكلات جوهرية قد تنسف الخطة بالكامل، حسب صحيفة غارديان.

وأوضحت الصحيفة -في مقال لأستاذ العلاقات الدولية الفخري راجان مينون- أن المعضلة الأولى تتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، حيث لا تزال إسرائيل، رغم بدء المرحلة الأولى، تحتفظ بأكثر من نصف القطاع، بما فيه ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر الذي تطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانسحاب إسرائيل الكامل منه.


ومع أن الخطة المؤلفة من 20 نقطة حددت نسبا تدريجية للانسحاب الإسرائيلي، فإنها فشلت في تحديد جدول زمني واضح أو آلية لمراقبة التنفيذ، مما يفتح الباب أمام تعطيل إسرائيلي محتمل، كما تقول الصحيفة البريطانية.


وذكرت الصحيفة أن حماس التي قبلت تحت الضغوط بتنازلات، رغم رفضها السابق لأي وجود إسرائيلي داخل قطاع غزة، تدرك أن واشنطن لم تفرض أي ضغوط عندما تجاهلت إسرائيل اتفاقيات سابقة وعندما استمرت في عملياتها العسكرية رغم دعوات ترامب للتهدئة، مما يضعف ثقتها في التزام الولايات المتحدة بدور الضامن.

أما المعضلة الثانية وربما الأخطر -حسب الصحيفة- فهي مسألة نزع سلاح حماس، لأن الخطة، رغم مطالبتها الحركة بتسليم أسلحتها وتدمير أنفاقها ومنشآت تصنيع السلاح، خالية كليا من أي آليات للرقابة والتحقق من التنفيذ، وهو فراغ يمنح إسرائيل ذريعة تأخير انسحابها بحجة عدم التزام حماس، مما يعني أن احتمالات التصعيد تبقى عالية.

ويزيد من خطورة هذا الوضع -حسب الصحيفة- أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة غير مطمئنة، إذ أكد السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل ليتر أن قوات بلاده ستبقى في غزة حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل.


ومثل السفير، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة إشعال الحرب إذا لم يتم "تجريد غزة من السلاح" بالكامل، في وقت رفضت فيه حماس بشكل قاطع فكرة التخلي عن أسلحتها، مؤكدة أن هذا الشرط "خارج نطاق التفاوض".


وتزداد الأمور تعقيدا مع البند الخاص بقوة الاستقرار الدولية التي يفترض أن تتولى مسؤولية الأمن بعد انسحاب إسرائيل حسب الصحيفة، إذ لم يعلن حتى الآن عن تفاصيل تتعلق بحجم هذه القوة، ولا عن طبيعة مهامها، ولا الدول المشاركة فيها، مما يثير الشكوك في قدرتها على فرض الاستقرار أو الصمود أمام أي تدخل إسرائيلي محتمل.

وخلصت غارديان إلى أن وقف إطلاق النار في غزة ليس محكوما عليه بالفشل تماما ولكن أساسه هش، وإذا انهار ستكون بقية خطة ترامب، كاستمرار تدفق المساعدات ونشر قوات حفظ السلام وإنشاء نظام حكم ما بعد الحرب وإعادة الإعمار، مجرد أمنيات غير قابلة للتحقق، في حين يظل شبح الحرب ماثلا في الأفق.

غارديان