أخبار اليوم - أكد أمين عام وزارة الاتصال الحكومي، الدكتور زيد النوايسة، أن مفهوم الدراية الإعلامية والمعلوماتية بات يشكل أداة أساسية لمواجهة التحديات التي فرضتها الثورة الرقمية والتكنولوجية على المجتمعات، مشيرا إلى أن هذا المفهوم يكتسب أهمية متزايدة في ظل الطفرة الرقمية الهائلة التي يشهدها العالم.
وأوضح النوايسة، في حديث بمناسبة الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، أن هذا الأسبوع، الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) منذ 2011، يمثل تقليدا سنويا يحتفي بهذا المفهوم، ويقام هذا العام في كولومبيا من 24 إلى 31 الشهر الحالي، ويتضمن العديد من الأنشطة والبرامج الحوارية التي تركز على أهمية التعامل الواعي مع المعلومات.
وأشار إلى أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية تعد آلية ضرورية للتصدي للمعلومات المضللة والمغلوطة وخطاب الكراهية والمحتوى الخادع، من خلال تعزيز التفكير النقدي وتحليل النصوص رقميا وعقليا قبل تبنيها أو إعادة نشرها، مؤكدا أن الاطلاع على المحتوى الرقمي يحتاج إلى التفكير النقدي للتأكد من مصداقيته.
وبين أن الوعي العالمي بأهمية هذا المفهوم تطور بشكل ملحوظ خلال العقدين الأخيرين، مع إدراك متزايد لضرورة التعامل مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، خاصة في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وقدرتها على إنتاج محتوى يصعب أحيانا التحقق من حقيقته.
وأضاف النوايسة، أن الأردن بدأ مبكرا في الاهتمام بهذا المجال، إذ تبنى فكرة التربية الإعلامية منذ 2013، قبل أن تأخذ طابعا مؤسسيا عام 2018، وصولا إلى إطلاق الخطة الاستراتيجية الأولى (2020–2023) التي تضمنت إدماج المفهوم في المناهج المدرسية والجامعية، ووضع إطار وطني للتعامل مع مضامينها.
وبين أن الملف انتقل من وزارة الثقافة عام 2022 إلى وزارة الاتصال الحكومي، التي تعاملت معه بشكل مؤسسي ومنهجي، بالتعاون مع معهد الإعلام الأردني وصندوق الحسين للإبداع وعدد من الوزارات والمؤسسات، مشيرا إلى طرح عدد من المشاريع أبرزها تدريب 1500 شاب وشابة من مختلف محافظات المملكة على مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، إلى جانب تدريب مئات المعلمين الذين يقومون بتدريس هذه المفاهيم.
وأشار إلى الدور المؤسسي في هذا الملف للفريق الوطني الذي يرأسه وزير الاتصال الحكومي، ويضم الأمناء العامين لوزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والشباب، والمركز الوطني لتطوير المناهج، ومعهد الإعلام الأردني.
وقال النوايسة، إن الأردن أنهى المرحلة الثالثة من مراحل التعامل مع الدراية الإعلامية، لافتا إلى أن اليونسكو قدرت ريادة الأردن في هذا المجال من خلال استضافة عمان، العام الماضي، "أسبوع الدراية الإعلامية والمعلوماتية" تحت الرعاية الملكية السامية، لأهمية دور الأردن المتقدم في هذا المضمار.
وأضاف أن الوزارة تستعد حاليا للانتقال إلى السيناريو الرابع والأخير في تصنيف اليونسكو للدراية الإعلامية والمعلوماتية، عبر إطلاق الاستراتيجية الوطنية الثانية (2026)، التي تتضمن ست مراحل، والتي ستفضي إلى إدماج هذه المفاهيم المتعلقة بالتربية والدراية الإعلامية والمعلوماتية، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مدن للدراية الإعلامية في مناطق الوسط والشمال والجنوب.
وفيما يتعلق بمكافحة الشائعات وتعزيز المصادر الموثوقة، أكد النوايسة أن التعامل مع هذا التحدي يجب أن يكون مؤسسيا ومنهجيا من خلال المناهج الدراسية والجامعات، مشيرا إلى أن العام المقبل قد يشهد إدراج مساقات التربية الإعلامية في 11 جامعة، وأن هذا المساق أصبح إلزاميا في بعض كليات الإعلام.
ولفت إلى أهمية برامج التوعية مثل "قافلة التربية الإعلامية" التي تفاعلت مع طلاب الجامعات والشباب، مشيرا إلى أن هذه البرامج ترتكز إلى العودة إلى المصادر الرسمية للتحقق من صحة الأخبار، وإلى وسائل الإعلام ذات الموثوقية العالية، وممارسة القراءة النقدية للمحتوى الرقمي.