أخبار اليوم - تبحث المملكة العربية السعودية مع الحكومة السورية إنشاء خط سكة حديد يمر عبر الأراضي الأردنية لإحياء سكة حديد الحجاز التاريخية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الربط التجاري الإقليمي ودعم تعافي الاقتصاد السوري، ضمن رؤية خليجية أوسع للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.
لكن هذا المشروع، الذي يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في منظومة النقل الإقليمي، أثار في الأردن تساؤلات حول مستقبل قطاع النقل البري بالشاحنات، الذي يعتمد عليه آلاف السائقين والأسر كمصدر رزق أساسي منذ عقود.
فالمشروع المقترح سيتيح نقل البضائع بشكل أسرع وأقل كلفة عبر السكك الحديدية، ما يعني تراجعًا محتملًا في الطلب على الشحن البري التقليدي، خاصة على الخطوط الممتدة بين العقبة والحدود السورية واللبنانية.
ويحذر خبراء من أن الاعتماد الكلي على النقل الحديدي قد يُضعف أحد أهم القطاعات الإنتاجية في الأردن، مؤكدين أن النقل بالشاحنات لا يمثل مجرد وسيلة نقل، بل منظومة اقتصادية متكاملة تضم ورش الصيانة، ومحطات الوقود، والمطاعم، ومراكز الخدمات المنتشرة على طول الطرق الدولية.
في المقابل، يرى مختصون أن المشروع قد يفتح الباب أمام تحوّل استراتيجي في طبيعة عمل قطاع النقل، عبر دمج السائقين الأردنيين في منظومة تشغيل السكك الحديدية، أو توجيه الاستثمارات إلى الخدمات اللوجستية المساندة.
ويؤكد اقتصاديون أن التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين تحديث البنية التحتية للنقل الإقليمي، والحفاظ على مصالح العاملين في القطاعات التقليدية، مشيرين إلى ضرورة وجود خطة انتقالية واضحة تعوض المتضررين وتعيد توزيع الأدوار الاقتصادية.
وفي حال تنفيذ المشروع، سيعيد الخط الجديد إحياء المسار التاريخي لسكة حديد الحجاز، لكنه سيطرح في الوقت نفسه سؤالًا جادًا على طاولة عمّان:
هل يمكن أن تُبعث السكة القديمة من جديد… دون أن تُغلق الطريق أمام آلاف الشاحنات الأردنية؟