علاء فايز البشارات

تُعدّ ذكرى ميلاد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، التي تصادف الرابع عشر من تشرين الثاني من كل عام، مناسبة وطنية تحظى بأهمية خاصة في الوعي الجمعي الأردني. فهي لا تستحضر سيرة قائد فحسب، بل تستعيد مسيرة دولة تشكلت ملامحها الحديثة في ظل قيادة اتسمت بالحكمة والاعتدال والقدرة على إدارة التحديات الإقليمية والدولية، ويُعدّ الحسين بن طلال أحد أبرز القادة العرب الذين تركوا تأثيراً عميقاً في مسار بناء الدولة والتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
حيث تسلّم الملك الحسين قيادة البلاد عام 1952 في مرحلة تميّزت باضطرابات سياسية واقتصادية على المستويين الإقليمي والعالمي. وقد استطاع، من خلال نهجه الواقعي ومهاراته الدبلوماسية، تعزيز استقرار الدولة وترسيخ استقلاليتها السياسية، وقد مثّل الحفاظ على توازن الأردن وسط بيئة مليئة بالصراعات.
اعتمد الملك الحسين رؤية واضحة لبناء مؤسسات الدولة الحديثة، ركّز على تطوير التعليم بوصفه ركيزة أساسية للتنمية، فشهد الأردن توسعاً في عدد المدارس والجامعات وتحسناً في المناهج التعليمية، وكما أولى جلالته قطاع الصحة اهتماماً ملحوظاً، الأمر الذي انعكس في ازدياد المراكز الطبية والمستشفيات وارتفاع جودة الخدمات الصحية.
وفي مجال البنية التحتية، شهد الأردن تنفيذ مشاريع استراتيجية في مجالات المياه والطاقة والطرق والمطارات، ما أسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين ظروف المعيشة. وقد شكّلت هذه الإنجازات أساساً صلباً استندت إليه مراحل التطوير اللاحقة.
إلى جانب دوره السياسي، عُرف الحسين بصفته قائداً قريباً من شعبه، مهتماً بقضاياهم وتطلعاتهم. اتسمت علاقته بالمواطنين بالتواضع والإنصات، وهو ما عزز شرعيته الشعبية وعمّق روح الانتماء الوطني، وقد شكّلت هذه القيم الإنسانية جزءاً مركزياً من مفهوم القيادة الهاشمية في الأردن.
على الرغم من رحيل الملك الحسين عام 1999، فإن إرثه السياسي والتنموي ما يزال يشكل قاعدة ترتكز عليها الدولة الأردنية، فقد واصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين النهج الإصلاحي والتنموي، مطوراً المؤسسات ومواكباً تطورات العصر، وبما يعكس استمرارية المشروع الوطني الذي أسسه الملك الحسين.
وحفظ الله الأردن في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
حفظ الله الاردن في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين الامير الحسين بن عبد الله المعظم ، ورحم الله الحسين الباني