أخبار اليوم - أعادت إزالة البسطات من شوارع جرش فتح نقاش واسع حول تنظيم الأسواق وحق الباعة في العمل، وسط تباين واضح بين من يرى الخطوة ضرورية لتحسين الحركة وتنظيم المكان، ومن يعتبرها قرارًا لا يرافقه أي بديل اقتصادي لمن كانوا يعتمدون عليها كمصدر رزق أساسي.
ويشير بعض المواطنين إلى أن السوق كان بحاجة إلى ضبط أفضل بسبب الازدحام والفوضى التي رافقت انتشار البسطات في ممرات المشاة ومداخل المحال التجارية، معتبرين أن الخطوة تسهم في تحسين المشهد العام وإعادة الانسيابية للحركة التجارية داخل المدينة.
في المقابل، يرى آخرون أن المشكلة لا تتعلق بوجود البسطات فقط، بل في غياب خطة واضحة تستوعب الباعة، مؤكدين أن إزالة مصدر رزق دون توفير بديل منظم قد تعني عودة الفوضى من جديد بعد فترة قصيرة.
وتبرز في هذا السياق تساؤلات حول الخيارات المتاحة أمام الشباب والأسر التي تعتمد على هذا النوع من النشاط الاقتصادي، خاصة في ظل الحديث الرسمي عن ضرورة تمكين الفئات ذات الدخل المحدود وتوفير فرص تشغيل وحلول واقعية لا تعتمد فقط على الإزالة دون معالجة الجذور.
ويرى مراقبون أن الموضوع يتجاوز قرارًا إداريًا آنيًا، ليصل إلى ضرورة وجود سياسة ثابتة لإدارة الأسواق الشعبية، تقوم على التخطيط لا على الإجراءات المؤقتة، بحيث توازن بين الحفاظ على النظام العام وعدم الإضرار بمعيشة الناس.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ستنجح الإجراءات الحالية في إعادة تنظيم السوق بشكل مستدام؟ أم أن غياب البدائل سيعيد المشهد إلى ما كان عليه سابقًا؟