(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)
قال الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور بشير الدعجة إن ظاهرة التجمهر والتصوير عند وقوع الجرائم أو الحوادث الخطيرة أصبحت مشهداً متكرراً، حيث يتجمع عشرات وربما مئات المواطنين بالقرب من مسرح الجريمة، ويقوم البعض بالتصوير والنشر الفوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن هذه الممارسات ليست مجرد فضول بل سلوك خطير له تبعات أمنية وإنسانية وقانونية.
وأوضح الدعجة أن وجود هذا العدد الكبير من المواطنين في الموقع يعيق حركة رجال الأمن والإسعاف والدفاع المدني، حيث تحتاج الدوريات إلى مساحة لتحرّكها، كما تحتاج سيارات الإسعاف للوصول السريع والمباشر لإنقاذ المصابين، مشيرًا إلى أن دقيقة واحدة من التأخير قد تؤدي إلى فقدان حياة شخص كان بالإمكان إنقاذه.
وأشار إلى أن التصوير والنشر الفوري عبر مواقع السوشيال ميديا قد يكشف هوية ضباط يعملون بلباس مدني، أو يظهر تفاصيل ترتبط بمسرح الجريمة قبل انتهاء التحقيقات، ما قد يعرّض العملية الأمنية للخطر أو يساعد المطلوبين على الهروب أو إخفاء الأدلة.
وأضاف الدعجة أن دخول المواطنين لمسرح الجريمة قد يؤدي دون قصد إلى تلوث الأدلة أو إفساد بصمات أو ترك آثار جديدة، ما يؤثر مباشرة على قدرة الأجهزة الأمنية على الوصول للحقيقة ويؤخر سير التحقيقات.
وأكد أن نشر صور الضحايا أو المصابين يشكل إساءة أخلاقية وإنسانية ومساسًا بمشاعر أسرهم، ولا يتوافق مع قيم المجتمع الأردني.
وبيّن الدعجة أن مديرية الأمن العام تتخذ إجراءات واضحة في هذه الحالات، منها إغلاق مسرح الجريمة فورًا، ومنع الاقتراب لمسافات آمنة، وطلب عدم التصوير أو نشر المواد التي تضر بسير التحقيق، إضافة إلى ملاحقة من يقوم بنشر محتوى يمس بالأمن أو الضحايا وفق قانون الجرائم الإلكترونية.
وختم الدعجة بالقول إن حماية المجتمع مسؤولية مشتركة بين المواطن والأجهزة الأمنية، داعيًا الجميع إلى ترك مساحة العمل لرجال الأمن والامتناع عن التصوير أو نشر المعلومات غير الموثوقة، مؤكدًا: "بخطوة بسيطة… ابتعد ولا تصوّر."