أخبار اليوم - قال رئيس مجلس النواب مازن القاضي إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يمضي على الدوام نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ويعزز من رسالة التلاقي العربي التعليمي انطلاقاً من إيمان راسخ بأن المعرفة هي البوابة الأوسع لصناعة التقدم والنهوض بالأمة.
حديث القاضي جاء خلال رعايته افتتاح الملتقى الخامس للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية، الذي نظمته مؤسسة أبصار للندوات والمؤتمرات، بمشاركة واسعة من رؤساء الجامعات الأردنية، وعمداء شؤون الطلبة، وحشد من الطلبة العرب الذين يشكّلون رافعة أكاديمية وثقافية داخل المملكة.
وقال القاضي إن الأردن يسعى دوما لتوفير بيئة تعليمية متقدمة تحقق طموحات وتطلعات الطلبة العرب، مؤكداً أن الجامعات الأردنية أثبتت قدرتها على أن تكون منارات للعلم، ومنارات فكر تنطلق منها الطاقات الشابة نحو مستقبل مشرق.
وأكد القاضي أن الأردن لم يتوقف يوماً عن فتح أبوابه أمام أبناء الأمة العربية، وأن الطلبة العرب كانوا دائماً جزءاً أصيلاً من المشهد التعليمي والثقافي في الجامعات الأردنية، يسهمون في إثراء الحوار وتحقيق التنوع الفكري، مشيرًا إلى أن الأردن يواصل عبر مؤسساته التعليمية أداء دور محوري في رفد المنطقة بالكفاءات، وترسيخ قيم الانفتاح والمعرفة والمسؤولية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعليم نوعي قادر على مواجهة تحديات العصر.
وأشار القاضي إلى أن الأردن، إلى جانب دوره المعرفي والثقافي، يحقق توازناً مهماً في حماية أمنه واستقراره، مؤكداً أن العملية الأمنية النوعية التي شهدها لواء الرمثا مؤخراً هي دليل على الجاهزية العالية والاحترافية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية، والتي تعمل بلا كلل لصون أمن المملكة وحماية مواطنيها ومن يعيش على أرضها، مضيفًا أن هذا الاستقرار هو ما يجعل الأردن وجهة مفضلة للطلبة العرب، ومقصداً آمناً يسعون فيه للعلم وبناء مستقبلهم.
وقال القاضي إن واجب الأخوة والضمير يتطلب منا رفع صوت الحق ضد الظلم والاحتلال، وعلينا أن نغرس في قلوب أبنائنا قيم التضامن، والحق، والدفاع عن فلسطين، لتبقى القضية حية في وجدان الأمة.
من جهته قال رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الكريم الدغمي إن الاردن دوما كان يعمق من مساحات التضامن والتوافق العربي، وبقي مدافعا عن عدالة القضية الفلسطينية وسيبقى حتى ينال الأشقاء حقوقهم المشروعة.
واضاف الدغمي أن استمرار غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية، وضياع أحلام الأجيال بالأمن والطمأنينة وتبدد المستقبل أمام تجبر المحتل، يشكل الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة برمتها.
وتناول الدغمي آليات وأشكال التعاون العربي في ظل ما يهدد المنطقة العربية من اخطار، مؤكدا أن التعليم بوابة مهمة لتلاقي الطلبة العرب والأردن يعد نموذجا متطورا في هذا الإطار.
من جهته قال رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور حسين العموش إن الأردن ينظر إلى الطلبة العرب الدارسين فيه باعتبارهم امتداداً طبيعياً لروابط تجمعنا عبر التاريخ واللغة والمصير، مؤكداً أن ما يجمع أبناء الأمة أكبر من أي حدود أو مسافات.
وقال العموش إن الملتقى يمثل مساحة حقيقية لترسيخ قيم التواصل بين الشباب العربي، وتعزيز حضور الأردن كبيئة تعليمية آمنة تنفتح على الجميع دون تمييز، مشيراً إلى أن الحركة التعليمية في المملكة كانت وما تزال جسراً يربط بين العقول ويقرّب المسافات بين أبناء الوطن العربي.
وأكد العموش أن الطلبة العرب حين يجتمعون في الجامعات الأردنية إنما يعيدون صياغة مفهوم الوحدة عبر المعرفة والتلاقي اليومي، مشددًا على أن الأردن يضع إمكاناته التعليمية أمام كل طالب عربي يسعى إلى التميز، إيماناً بدور الشباب في صناعة مستقبل المنطقة، وترسيخ ثقافة تقوم على الحوار والاحترام والتكامل بين أبناء الأمة الواحدة.
وبين الدكتور رامي عبدالرحيم رئيس جامعة البتراء أن ملتقى الطلبة العرب يمثل منصة استراتيجية لتقوية روابط الانتماء بين الطلبة ووطنهم الثاني، المملكة الأردنية الهاشمية، وتعريفهم بثقافتها وتاريخها العريق.
وأكد أن الجامعة تولي اهتمامًا بالغًا بدعم الطلبة العرب وتمكينهم من استثمار خبراتهم الأكاديمية في تطوير قدراتهم ومهاراتهم، مضيفًا أن هؤلاء الطلبة هم سفراء الأردن في مختلف أنحاء العالم، يحملون رسائل علمية وإنسانية تعكس صورة مشرقة عن هذا الوطن واحترافية خريجي الجامعات الأردنية.
وأشار عبدالرحيم إلى أن جامعة البتراء تسعى من خلال هذا الملتقى إلى تقديم تجربة تعليمية وثقافية متكاملة، تجمع بين المعرفة الأكاديمية والاطلاع على الواقع الاجتماعي والتاريخي والسياحي للمملكة، مبينًا أن مثل هذه اللقاءات تمنح الطلبة فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز روح التعاون والتواصل بينهم، بما يثري تجاربهم العلمية والشخصية، ويجعلهم جزءًا فاعلًا في بناء مجتمع عربي متقدم ومترابط.
وأكد الطالب فؤاد أومري، متحدثًا باسم الطلبة العرب، أن المملكة الأردنية الهاشمية احتضنت الطلبة بكرم أهلها ودفء شعبها، وفتحت لهم أبواب العلم والمعرفة في أعرق جامعاتها موضحًا أن الملتقى يشكل فرصة للطلبة للتعرف على ثقافة وتاريخ الأردن عن قرب، ويدعم بناء مستقبلهم الأكاديمي والمهني، حاملين معهم طموحًا لتطبيق ما تعلموه في مجالات العلم والبحث والابتكار لخدمة أوطانهم ومجتمعاتهم، مؤكدًا أن الطلبة أصبحوا سفراء الأردن في دولهم، حاملين صورة مشرقة عن التعليم الأردني.
وأشار أومري إلى أن الجامعات الأردنية تواصل تطوير برامجها الأكاديمية لتواكب التحولات الرقمية وتدعم البحث العلمي والابتكار، بما يتيح للطلبة التميز والمنافسة على المستوى العالمي، معبرًا عن شكره وامتنانه لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي عهده الأمين، على رعايتهم المستمرة للشباب والتعليم، ولإدارة جامعة البترا وكافة الكوادر الأكاديمية والإدارية على جهودهم في تنظيم هذا الملتقى، داعيًا الله أن يديم على الأردن الأمن والاستقرار، وأن يوفق الطلبة العرب لخدمة أوطانهم بعلمهم وعملهم وإخلاصهم.