تحديات طول منهاج اللغة الإنجليزية الجديد في الأردن وضيق الوقت المدرسي

mainThumb
تحديات طول منهاج اللغة الإنجليزية الجديد في الأردن وضيق الوقت المدرسي

08-12-2025 03:28 PM

printIcon

د. احمد عبيد
معلم لغة انجليزية

أثار المنهاج الجديد للغة الإنجليزية في الأردن، الذي بدء تطبيقه العام الماضي، جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية بسبب طوله وكثافته مقارنة بالمدة الزمنية المخصصة لتدريسه. حيث يواجه المعلمون تحدياً حقيقياً في محاولة إنهاء هذا المنهاج ضمن الجدول الزمني المقرر، مما يطرح تساؤلات حول جودة العملية التعليمية وتحقيق الأهداف المرجوة.

ومن الجدير ذكره أن المنهاج الجديد يتميز بتنوعه وشموليته، حيث يشمل:
· مهارات لغوية متعددة (قراءة، كتابة، استماع، تحدث…)
· محتوى ثقافي وأدبي متنوع
· مهارات سمعية ولفظية وصوتية بحاجة لتدريب وممارسة

ومن واقع عملي معلما يدرس هذا المنهاج، تُظهر التجربة العملية فجوة واضحة بين:
· الحصص الأسبوعية المخصصة (عادة 5 حصص أسبوعياً)
· حجم المحتوى الذي يتطلب وقتاً أطول بكثير
· المدة الفعلية للفصل الدراسي مع احتساب العطل والإختبارات

ويظهر جلياً العديد من آثار طول المنهاج على العملية التعليمية ومنها:
أولاً: الضغط على المعلمين حيث يواجه المعلمون تحديات متعددة:
· سباق الوقت لإكمال المقرر كاملاً.
· تقليص وقت الأنشطة التفاعلية والتطبيق العملي.
· ضعف فرصة معالجة الفروق الفردية بين الطلاب.
· زيادة العبء التحضيري والتقويمي.

ثانياً: تأثير سلبي على التعلم، ينتج عن ذلك:
· تعلم سطحي يركز على إنهاء المادة بدلاً من إتقان المهارات
· قلة وقت الممارسة والتطبيق العملي
· ارتفاع مستوى التوتر لدى الطلاب والمعلمين والأهالي
· ضعف تحقيق الكفايات الأساسية لدى بعض الطلاب

وكي يكون الطرح متوازناً من حيث وجهات النظر المختلفة:

البعض ممن يدافعون عن المنهاج، يرى مؤيدو المنهاج الحالي أنه:
· مصمم وفق معايير عالمية
· يطور مهارات القرن الحادي والعشرين
· يعزز التعلم الذاتي والتفكير النقدي

بينما هنالك العديد من الانتقادات الواقعية حيث يرى المعلمون والمتخصصون:
· عدم واقعية الجدول الزمني لتنفيذه
· الحاجة إلى مراجعة الأولويات وتقليص المحتوى
· أهمية التركيز على الجودة بدلاً من الكمية

وهنا أضع بعض الحلول والمقترحات العملية من واقع تجربتي في تدريس هذا المنهاج لعامين متتاليين

أولاً: على المدى القصير:
1. إعادة توزيع المحتوى وفق أولويات الكفايات الأساسية
2. دمج الوحدات ذات الموضوعات المتشابهة
3. تفعيل التعليم المدمج باستخدام المنصات الإلكترونية
4. تخصيص حصص داعمة للطلاب المتأخرين

ثانيا: على المدى المتوسط والطويل:
1. مراجعة شاملة للمنهاج من قبل مختصين ومعلمين ميدانيين
2. تعديل عدد الحصص الأسبوعية أو مدد الحصص
3. تطوير مواد تعليمية مساندة تخفف العبء عن الحصة الصفية

ختاماً: تمثل أزمة طول منهاج اللغة الإنجليزية الجديد في الأردن نموذجاً للتحدي الذي تواجهه العديد من الأنظمة التعليمية بين السعي للتطوير والواقع العملي للفصل الدراسي. إن معالجة هذه الإشكالية تتطلب حواراً وطنياً جاداً يشارك فيه واضعو السياسات التعليمية والخبراء التربويون والمعلمون الميدانيون للوصول إلى حلول متوازنة تحقق التطوير المنشود دون إرهاق المنظومة التعليمية.

النجاح الحقيقي للمناهج لا يقاس بطولها أو كثافة محتواها، بل بقدرة المعلمين على تدريسها بفعالية، وقدرة الطلاب على استيعابها وتطبيقها في سياقات حياتية حقيقية.

بقلم: د. أحمد ربحي عبيد
عمان - الاردن (الأحد ٧-١٢-٢٠٢٥م)