(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)
أكد الدكتور نسيم أبو خضير أن الأمانة تُعد من أعظم القيم الأخلاقية التي جاء بها الإسلام، وتمثل أساس صلاح الفرد والمجتمع، وميزان صدق الإيمان في القلوب، مشددًا على أن التفريط بها يقود إلى الفساد والخراب وانهيار الثقة بين الناس.
وأوضح أبو خضير أن مفهوم الأمانة في الإسلام لا يقتصر على حفظ الودائع، وإنما يشمل كل ما كُلّف به الإنسان من حقوق الله وحقوق العباد، وفي مقدمتها أداء العبادات كما أمر الله، وحفظ الحقوق وردّها إلى أصحابها، والصدق في القول والعمل، والوفاء بالعهد، وتحمل المسؤوليات بإخلاص.
وأشار إلى أن القرآن الكريم رفع من شأن الأمانة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها﴾، لافتًا إلى أن النبي محمد ﷺ جعل الأمانة ركنًا أساسيًا في بناء شخصية المسلم حين قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».
وبيّن أبو خضير أن رسول الله ﷺ جسّد الأمانة قولًا وعملًا قبل البعثة وبعدها، حتى لُقّب بين قومه بالصادق الأمين، موضحًا أن المشركين رغم أذاهم له كانوا يودعون عنده أماناتهم، وعند هجرته إلى المدينة أوكل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ردّ تلك الأمانات إلى أصحابها، في صورة خالدة من صور العدل والوفاء.
وتناول أبو خضير صور الأمانة في حياة المسلم، مبينًا أنها تشمل أمانة المال بحفظ الودائع وعدم أكل أموال الناس بالباطل، وأمانة العمل بإتقانه والبعد عن الغش والتقصير، وأمانة الكلمة بالصدق واجتناب الكذب وشهادة الزور، إضافة إلى أمانة المسؤولية في الأسرة والعمل والولاية، وأمانة العلم بنقله كما هو دون تحريف أو كتمان.
وحذّر من خطورة خيانة الأمانة لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، مؤكدًا أنها سبب مباشر لانعدام الثقة وانتشار الظلم وضياع الحقوق، ومشيرًا إلى أن النبي ﷺ عدّها من علامات النفاق حين قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
وختم أبو خضير بالتأكيد على أن الأمانة خُلق جامع بين الإيمان والعمل الصالح، وأساس بناء المجتمعات المستقرة، وطريق لنيل رضا الله وثقة الناس، داعيًا إلى جعلها شعارًا دائمًا في الحياة والحرص على أدائها في كل ما وُكّل إلى الإنسان، ابتغاء مرضاة الله واتباعًا لهدي نبيه ﷺ.