(أخبار اليوم – ساره الرفاعي)

قال الدكتور نسيم أبو خضير إن الماء يشكّل سرّ الحياة في الكون كله، مستشهدًا بقوله تعالى: «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، مؤكدًا أن هذه الآية تختصر جوهر الحياة للأرض والإنسان والحيوان، إذ لا زرع ولا نماء ولا بقاء دون الماء.

وأوضح أبو خضير أن قدرة الله سبحانه وتعالى تتجلى حين ينزل الغيث على الأرض الميتة فتدب فيها الحياة وتكتسي بالخضرة بعد يبس، كما ورد في قوله تعالى: «والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها»، معتبرًا أن كل قطرة مطر هي رسالة رحمة وشاهد على أن الله هو المحيي والمدبّر.

وبيّن أن الماء لا يحيي الأرض فقط، بل يدخل في صميم العبادة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»، حيث تصبح الطهارة بالماء أساسًا لقيام الصلاة والعبادة، تمامًا كما تحيي العبادة القلوب وتبعث فيها الطمأنينة.

وأشار أبو خضير إلى أن الصلاة تشبه المطر الذي ينزل على القلب خمس مرات في اليوم، فيغسله من هموم الحياة ويعيد له صفاءه، موضحًا أن الزكاة تطهّر النفس، والصيام يزكّي الروح، والحج يفتح صفحة جديدة مع الله، مصداقًا لقوله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».

وأكد أن من عاش مع ذكر الله لا يحمل همّ الرزق ولا يخشى الأجل، لأن قلبه مع من بيده ملكوت كل شيء، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير»، مشددًا على أن الرزق والأجل بيد الله لا يتقدمان ولا يتأخران.

وختم أبو خضير حديثه بالتأكيد على أن العبادة حياة للروح كما أن الماء حياة للجسد، وأن من أقبل على الله بصدق، وأحيا قلبه بالصلاة والذكر، أحياه الله حياة طيبة، مصداقًا لقوله تعالى: «من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة».