هل أصبحت الحرائق سلاحاً في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟

mainThumb
هل أصبحت الحرائق سلاحاً في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟

03-05-2025 02:23 PM

printIcon

أخبار اليوم - في الوقت الذي كانت فيه قوات الجيش الإسرائيلي تحرق الأراضي الزراعية في شمال قطاع غزة، اشتعلت حرائق مهولة في منطقة القدس، تمكنت من إبادة 20 ألف دونم من الأحراش، مما جعل الكثيرين يتساءلون إن كان الإسرائيليون والفلسطينيون يتخذون من الحرائق سلاحاً في الصراع.

والحريق في القدس هو الثاني في غضون أقل من أسبوع في المنطقة نفسها. وقالت الشرطة إن المخابرات انضمت إلى التحقيق بعدما أجمع الخبراء على أن هناك احتمالاً قوياً أن تكون الحرائق بفعل فاعل. وامتدت النيران بفعل الرياح الشديدة الحرارة والمنخفضات الجوية القادمة من الجزائر وتونس والعراق.

وقال البروفسور علي صغير، وهو خبير في شؤون الأرض من فلسطينيي 48، إنه واثق تماماً من أن الحرائق في القدس اشتعلت بفعل فاعل. وأضاف: «قد يكون هذا فعل إنسان مهمل، يقذف سيجارة مشتعلة أو يشوي اللحم ويترك الجمر مشتعلاً، أو قد يكون من آثار الحريق في الأسبوع الماضي، حيث تم ترك الجمر من دون إطفائه. وأيضاً قد يكون هذا عملاً تخريبياً مقصوداً».

واعتقلت الشرطة ثلاثة فلسطينيين من القدس العربية المحتلة للاشتباه بأن لهم ضلعاً في إشعال الحرائق، واستغربت تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ادعى فيها بأن الشرطة اعتقلت 18 مشبوهاً، أحدهم ضُبط متلبساً. وقالت الشرطة إن الشخص الذي ضُبط كان يحاول إشعال حريق في مكان آخر، لا علاقة له بالحرائق الكبيرة.

حرائق في شمال غزة

وكان الجيش الإسرائيلي قد أضرم النار في الأراضي الزراعية بشمال قطاع غزة، بادعاء أنه بذلك يكشف مخارج أنفاق وألغام وكذلك وجود مقاتلين فلسطينيين في الأراضي القريبة من السياج الحدودي. وتمتد المنطقة التي يحرقها الجيش الإسرائيلي، في الأيام الأخيرة، على آلاف الدونمات، ويقوم بمسحها بواسطة طائرات مسيرة صغيرة، حسبما ذكرت القناة «12» الإسرائيلية. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه كشف مخارج لعدة أنفاق، وعثر في أحدها على أسلحة متنوعة ومواد استخباراتية.

ونقلت القناة عن ضابط إسرائيلي قوله إن أحد أهداف إحراق الحقول هو «ضمان أمن سكان غلاف غزة داخل الأراضي الإسرائيلية. وتطهير هذه المنطقة يسمح لنا بأن نرى المخربين وأسلحة العدو بشكل أفضل بكثير، بواسطة طائرات مسيرة صغيرة ووسائل أخرى». وبدأ الجيش الإسرائيلي في إحراق الحقول الزراعية بعد اشتباكات مسلحة بين قواته والمقاتلين الفلسطينيين في الأيام الماضية، ومقتل جنديين إسرائيليين خلالها في الشجاعية. وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن المقاتلين الفلسطينيين ينصبون كمائن لقواته، ويخرجون من الأنفاق ويختبئون بين الأعشاب الشائكة ويطلقون النار باتجاه القوات الإسرائيلية.

ولقيت الحرائق في إسرائيل ترحيباً واسعاً في صفوف الفلسطينيين، إذ كتب عدد منهم في منصات التواصل الاجتماعي قائلين: «أحرقوا غزة فأحرقهم الله. إسرائيل تحترق. الله انتقم لنا»، و«اللهم يا ميسر الريح والنار اجعل نارك عليهم جحيماً». ومن جانبها، دعت حركة «حماس» شباب الضفة الغربية إلى إحراق مزيد من الأحراش في إسرائيل، مذكرة بأن قوات الجيش الإسرائيلي كانت تحتل البيوت في غزة، وعندما تغادر تحرقها على ما فيها.

إهمال وتلبك

وفي هذه الأثناء، كشفت وسائل إعلام أن عمليات الإطفاء الإسرائيلية لم تكن سليمة، وانطوت على إهمال وتلبك وقصور شديد. فمصلحة الإطفائية لم تتوجه إلى الجيش لطلب مساعدته إلا في ساعات متأخرة. وأضافت أن وزارة الأمن الداخلي بقيادة الوزير بن غفير لم تقم بتفعيل عشر طائرات إطفاء موجودة في منطقة القدس، طيلة 24 ساعة من اندلاع الحريق، وخلال الإطفاء امتدت الحرائق إلى أماكن حساسة، مما اضطر الشرطة إلى إغلاق شوارع أساسية، مما دفع سلطات الإطفاء والطوارئ إلى استدعاء 12 طائرة إطفاء ونحو 50 طاقم إخماد.

وفي ظل تصاعد الخطر، بدأت السلطات بإخلاء سكان قرية نفيه شالوم ومنطقة اللطرون، وتم نقلهم إلى بلدة تل شاحر. كما تم إصدار تعليمات لسكان كيبوتسات، مع التأكيد على إبقاء النوافذ مغلقة للحد من دخول الدخان.

من جهتها، أعلنت سلطة الطبيعة والحدائق عن إخلاء عدد من المتنزهين والزوار من المحميات الطبيعية ومناطق التنزه القريبة من موقع الحريق. وأعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن ثلاث طائرات إطفاء ستصل من إيطاليا وكرواتيا واليونان «في أقرب وقت ممكن» للمشاركة في جهود إخماد الحرائق، بالإضافة إلى طائرة مروحية قبرصية.