من شرفة السلط .. تطلّ القلوب قبل العيون على فلسطين

mainThumb

05-05-2025 10:09 PM

printIcon


أخبار اليوم -

كتب:عواد الفالح

 تصوير: راشد النسور 

 

صباح يختلط فيه الضوء بالحنين، وبين طيات الضباب الذي يغازل قمم الجبال، أهدتنا مدينة السلط مشهداً آسراً من شارع الستين، ذلك الطريق الذي لا يمرّ فقط بين الجبال، بل يعبر القلب إلى حيث الشوق يتكثف على هيئة وطن.


هنا، من علُ، تقف السلط كأنها حارسة التاريخ، تتأمل من عليائها أرض فلسطين، فتغدو النظرة أكثر من مجرد إطلالة. إنها صلاة صامتة، ونشيد قديم يتردد صداه بين الصخور، فتتسلل من العين دمعة لا تُرى، وتعلو في القلب رجفة لا تُقال.

الهواء الذي يهبّ من جهة الغرب يحمل رائحة الزعتر البري، وحكايات الجدات عن مدن لا تبعد إلا بنظرة، ولا تغيب إلا بخارطةٍ لم تعترف يوماً بما ترسُم. هناك، على الطرف الآخر من المشهد، ترتاح التلال، وتلوح القرى كأنها تلوّح لمن اشتاق، فيما تحرسها أشجار الزيتون التي تعرف وجوهنا دون أن نخبرها بأسمائنا.

من شارع الستين، لا ترى فلسطين فحسب، بل تراها كما يجب أن تُرى؛ جميلة، شاهقة، باقية. تراها كما نحتفظ بها في القلب، رغم المسافات، ورغم غبار السياسة، تراها كما تحلم بها كل أمّ، وكل شهيد، وكل من علّق على جدار منزله مفتاحًا قديماً ينتظر أن يعود.

في السلط، لا تنتهي الحكاية عند حدود الصورة، بل تبدأ. تبدأ من تلك اللحظة التي يخشع فيها القلب أمام الجمال، ويصمت الكلام، ويعلو فيك وطنٌ لا تعرف كيف احتلّ كل هذا المكان داخلك.

هكذا كانت الإطلالة اليوم من السلط... ليست مجرد منظر، بل موقف. ليست مجرد صورة، بل صفحة من دفتر الحنين المفتوح أبداً على جهة فلسطين.



news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image
news image