فاتنةً الغصين .. طفلة سحقت حياتها غارةً "إسرائيليَّةً"

mainThumb
فاتنةً الغصين... طفلة سحقت حياتها غارةً إسرائيليَّةً

05-05-2025 10:23 AM

printIcon

أخبار اليوم - بجسد لا يحتمل من شدة الآلام، وجروح غائرة في كل مكان، ترقد الطفلة فاتنة الغصين على أسرَّة العلاج في مجمع الشفاء الطبي، بين الحياة والموت بعد إصابتها في قصف إسرائيلي.

بينما تغطي الضمادات مساحة الرأس وأجزاء أخرى من جسدها النحيل، تروي عيناها المغلقتان القصة الأشد إيلامًا.

قبل أيام قليلة، وتحديدًا ظهيرة يوم الاثنين، 28 إبريل/ نيسان 2025، استهدفت طائرة حربية إسرائيلية بدون طيار مجموعة من المواطنين بقنبلتيْن في شارع اللبابيدي بمنطقة الرمال الشمالي. كانت فاتنة (12 عامًا) إحدى ضحايا هذا القصف، وعدد آخر من الأطفال أيضًا.

"كانت فاتنة في طريقها إلى محل البقالة لشراء بعض الاحتياجات لها ولأشقائها." قال محمد الغصين (42 عامًا) لصحيفة "فلسطين" وهو يجلس على سرير ابنته.

"لحظة القصف، لم أكن متواجدًا في المكان، اتصلت بي زوجتي بعده بوقت قصير تسألني عن ابنتنا، فعدت فورًا للبحث عنها. لم أجدها في المنطقة وأعطاني أحدهم حذاءها وهو غارق بالدماء فأدركت حينها أن فاتنة أصيبت."



المؤلم في المشاهد التي وثقها وتداولها صحفيون ونشطاء عبر المجموعات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، جثامين الشهداء الملقاة أرضًا وأشلائهم المتناثرة في الأرجاء. وسط مشاهد الموت هذه، سقطت فاتنة أرضًا ونزفت بشدة كما لو أن نافورة دماء فتحت في رأسها.

"كل شيء كان يوحي بالموت، دماء وأشلاء في كل مكان. قضى في القصف 11 شهيدًا وأصيب آخرون". قال الغصين عن اللحظات الأولى لوصوله مكان القصف، "مشهد صعب بمعنى الكلمة. أما فاتنة فقد استطاع المسعفون انتشالها قبل أن أصل المكان، لإنقاذ حياتها."

على الفور، توجه والد فاتنة إلى مجمع الشفاء الطبي للاطمئنان على فاتنة، وهي واحدة من ست بنات، أكبرهن دانا (16 عامًا) وأصغرهم لينا (4 أعوام).

وأضاف "استطاع الأطباء انقاذ حياتها ووقف النزيف في الرأس، لكنها فقدت شيئًا مهمًا في حياتها. في لحظة واحدة انطفأ النور من وجهها بعدما فقأت شظية عينها اليمنى وسحقتها بالكامل."

وتابع "نخشى الآن أن تلحق الإصابة الضرر في العين اليسرى وأن تفقد الإبصار تمامًا. يجب أن تحصل على العلاج اللازم."

لكن هذا الأمر يبدو مستحيلاً بعدما دمر جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة المنظومة الصحية في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني ومئتي ألف نسمة.

يتطلع والد فاتنة إلى تمكين ابنته من السفر والعلاج خارج غزة في الوقت الذي يضيق فيه الاحتلال الخناق ويحول دون سفر العديد من جرحى الحرب بينما يواصل جرائمه الممتدة منذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

والدتها فاتن الغصين (37 عامًا) لا زالت تحت تأثير صدمة إصابة بنتها، تقضي معظم ساعاتها إلى جانبها في المستشفى، تحاول إخفاء دموعها. تقول: "لم أعد أطلب سوى أن تنجو فاتنة، وأن تجد فرصة للعلاج خارج غزة."

أما فاتنة، وبسبب تأثير إصابتها في منطقة الرأس بشظايا تسببت بكسور في الجمجمة، تغصُّ في نومٍ عميق لساعات طويلة يوميًا، وهي لم تستعد قواها بعد وقدرتها على الإدراك لمن حولها من أفراد عائلتها؛ في حين أن شقيقاتها يعشن صدمة نفسية حقيقية.

 فلسطين أون لاين



news image