"هوس التجميل" .. اضطراب نفسي يتفاقم تحت ضغط معايير الجمال الزائفة

mainThumb
"هوس التجميل".. اضطراب نفسي يتفاقم تحت ضغط معايير الجمال الزائفة

12-05-2025 07:15 PM

printIcon

أخبار اليوم - تالا الفقيه - في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على حياة الأفراد، برزت ظاهرة "هوس التجميل" أو اضطراب تشوه صورة الجسم كأحد أبرز الاضطرابات النفسية والاجتماعية التي تستدعي التدخل العلاجي والوعي المجتمعي.

الاستشارية النفسية التربوية والأسرية حنين البطوش أكدت لـ "أخبار اليوم " أن هذا الاضطراب لا يقتصر على عدم الرضا عن الشكل الخارجي فحسب، بل يمتد ليشمل أفكاراً قهرية وسلوكيات متكررة مثل التحديق في المرآة لفترات طويلة أو تجنبها كلياً، والمقارنة المستمرة مع الآخرين، وقد يصل الأمر إلى الإدمان على عمليات التجميل.

وأضافت البطوش أن “الدافع النفسي وراء هوس التجميل غالباً ما يكون انعدام الأمان الداخلي وغياب التصالح مع الذات، في ظل فجوة عميقة بين الواقع والطموح، تغذيها صور مثالية ومعدّلة تُروَّج عبر الإعلام والسوشيال ميديا”.

من الأسباب النفسية المؤثرة، أشارت البطوش إلى التنمّر في الطفولة والمراهقة، والذي يترك آثاراً طويلة الأمد، تدفع الشخص لاحقاً إلى تغيير ملامحه باستمرار هرباً من نقد قديم. كما أن تدني تقدير الذات والشعور بالنقص يعززان اللجوء إلى التجميل كوسيلة لتعويض القصور الداخلي.

وحذرت البطوش من تحوّل التجميل إلى خطر عندما يتحوّل إلى إدمان، أو حين يُربط الشكل الخارجي بالقيمة الذاتية للفرد، وهو ما قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

نصائح نفسية للتصالح مع الذات
ودعت البطوش إلى التركيز على الجوانب الإيجابية في الشكل، وتقدير النعم الصحية والجسدية، وممارسة الامتنان بدلاً من النقد، بالإضافة إلى تقليل متابعة الحسابات التي تروج لمعايير جمال غير واقعية. كما تشدد على أهمية العناية بالنفس من باب المحبة وليس الكراهية، مؤكدة أن “راحة البال والجمال الحقيقي يتجاوزان أي فلتر”.

في زمن باتت فيه الصورة تحكم الواقع، يبقى التصالح مع الذات والتوازن النفسي حجر الأساس لمجتمع أكثر صحة وسلاماً