أخبار اليوم - عواد الفالح - في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها القطاع الزراعي، جدد مزارعون مطالبهم بإعادة هيكلة منظومة تسويق المنتجات الزراعية، مؤكدين ضرورة فتح المجال أمام البيع المباشر لمحال الخضار والفواكه، بعيداً عن حلقات الوساطة التي أثقلت كاهلهم وتسببت في تآكل عوائدهم المالية.

وأوضح المزارعون أن استمرار الاعتماد على السوق المركزي كمنفذ رئيسي لبيع منتجاتهم لم يعد مجدياً، في ظل الفجوة الكبيرة بين الأسعار التي يحصلون عليها وأسعار البيع للمستهلكين، ما أدى إلى تفاقم معاناتهم المالية، وتراجع قدرتهم على الاستمرار في الإنتاج.

وأكدوا أن الآلية الحالية للتسويق لا تحقق العدالة لا للمزارع ولا للمستهلك، حيث يتم بيع المنتجات بأسعار متدنية عند المزارع، بينما تصل إلى المستهلك بأسعار مضاعفة، وهو ما يكشف عن خلل واضح في سلسلة التوزيع يتطلب تدخلاً رسمياً عاجلاً لإصلاحه.

وطالب المزارعون وزارة الزراعة برفع يدها عن أسلوب تسويق المنتجات، وترك الحرية للمزارعين في تحديد آليات البيع المناسبة لهم، سواء عبر البيع المباشر للمحال التجارية أو من خلال إنشاء تعاونيات زراعية مستقلة تتولى عملية التسويق بأسلوب منظم وفعّال، يضمن تحقيق أسعار عادلة للطرفين.

وأشاروا إلى أن تعزيز منظومة البيع المباشر من شأنه أن يسهم في تخفيض الأسعار على المستهلكين، ويعزز القدرة الشرائية، فضلاً عن كونه حافزاً لدعم المزارعين وتمكينهم من تحقيق عوائد تضمن استمرارهم في العملية الإنتاجية وتطوير أدواتهم الزراعية.

كما دعوا الجهات الرقابية إلى تفعيل أدوات الرقابة الصارمة على أسواق الخضار والفواكه، وضبط عمليات التسعير ومنع أي ممارسات احتكارية، مع ضرورة العمل على وضع خطة وطنية شاملة لتحفيز القطاع الزراعي وحمايته من التقلبات السوقية التي باتت تهدد استقراره واستدامته.

وختم المزارعون تأكيدهم أن بقاء الأوضاع على حالها سيؤدي إلى مزيد من الخسائر وخروج عدد كبير من العاملين في القطاع من دائرة الإنتاج، وهو ما يتطلب تحركاً سريعاً وإرادة حقيقية لوضع حلول عملية تصون حقوق المزارع وتحافظ على الأمن الغذائي الوطني.