أخبار اليوم - ردّ وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على تصريحات السفير الأمريكي الأسبق لدى دمشق، روبرت فورد، والتي أثارت جدلًا واسعًا مؤخراً، وذلك بتأكيده أن زيارات فورد إلى سوريا كانت “جزءاً من الاطلاع المباشر على التجربة الثورية السورية”.
وفي بيان نشره عبر منصة “إكس”، مساء الثلاثاء، قال الشيباني إن زيارات فورد، شأنها شأن زيارات وفود أجنبية أخرى، جاءت في إطار محاولة فهم واقع المناطق المحررة ومراحل تطور الثورة، مؤكداً أن ما تحقق في 8 ديسمبر/ كانون الأول هو “إنجاز سوري بامتياز”، يعكس صمود الشعب السوري في سبيل حريته وكرامته.
وأضاف: “واجبنا اليوم هو البناء على المناخ السياسي الإقليمي والدولي الداعم لسوريا، واستثماره لإعادة بناء بلدنا، مع عدم الالتفات لمن يريد إضعاف الثقة بالقدرات والعقول السورية وقيادتها”.
وكان فورد قد أثار الجدل من خلال محاضرة ألقاها في 1 مايو/أيار الجاري بعنوان: “انتصر الثوار في سوريا.. والآن ماذا؟”، في مجلس بالتيمور للشؤون الخارجية، ونُشرت لاحقاً عبر قناته على “يوتيوب”.
وخلال حديثه، كشف فورد عن ثلاثة لقاءات جمعته بالرئيس أحمد الشرع، إبان وجوده في إدلب، وبعد وصوله إلى سدة الحكم في دمشق، في سياق مشروع لإعادة تأهيله سياسياً.
وأشار فورد إلى أن مؤسسة بريطانية غير حكومية تعمل في حل النزاعات دعته عام 2023 للمشاركة في جهود “إخراج الشرع من عالم الإرهاب وإدخاله إلى عالم السياسة”، لافتًا إلى أنه تردد بدايةً في قبول المهمة خوفًا على حياته، لكنه اقتنع بعد استشارة آخرين.
واستذكر فورد لقاءه الأول بالشرع قائلاً: “جلست بجانبه وقلت له بالعربية: خلال مليون سنة لم أكن أتخيل أنني سأكون جالساً بجانبك. فنظر إلي وتحدث بنبرة ناعمة: ولا أنا”.
وبحسب فورد، فإن الحوار مع الشرع كان “سلسًا”، ولفت نظره أن الشرع لم يعتذر عن “العمليات الإرهابية” في العراق وسوريا، لكنه أقر بأن “التكتيكات والقواعد التي كان يتبعها في العراق لا تصلح عند حكم 4 ملايين شخص في إدلب”.
في المقابل، نفت الرئاسة السورية، عبر مصدر نقلت عنه قناة “الجزيرة” يوم الثلاثاء، صحة رواية فورد حول لقاءات مع الشرع في إدلب خلال مارس 2023، وأكد المصدر أن ما جرى لا يتعدى كونه لقاءً ضمن سلسلة اجتماعات مع وفود زائرة لعرض تجربة إدلب، مشيرًا إلى أن فورد كان ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية للأبحاث، وأن اللقاء اقتصر على نقاشات عامة ولم يتضمن ما ذكره.
وتداولت وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل مزاعم إضافية نُسبت لفورد، منها ادعاؤه أنه ساعد في “تدريب الجولاني لتسلُّم السلطة في دمشق بطلب من بريطانيا”، وأن “هيئة تحرير الشام اختيرت أمميًا لتكون البديل عن النظام بعد فشل التفاوض معه”، لكن تحقيقات صحافية لاحقة نفت صحة تلك التصريحات، ووصفتها بأنها مفبركة.