أخبار اليوم - صفوت الحنيني - قال الخبير الاقتصادي منير دية في حديثه لـ"أخبار اليوم" إن الاجتماع الأول لمجلس التنسيق الأعلى الأردني السوري، الذي عقد مؤخرًا في العاصمة السورية دمشق، يشكل انطلاقة مهمة نحو بناء شراكة استراتيجية بين البلدين، خاصة مع تزامنه مع إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن رفع جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا.

وأكد دية أن هذا التحول السياسي والاقتصادي يمهد لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي في مجالات حيوية تشمل الطاقة، والمياه، والبنية التحتية، والاقتصاد الرقمي، مشددًا على حرص الأردن على إعادة بناء علاقاته مع الجارة سوريا بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الاستقرار في المنطقة.

وأشار إلى أن الملفات التي طُرحت خلال الاجتماع تنطوي على أهمية كبيرة، من بينها قضية اللاجئين السوريين وضرورة تفعيل العودة الطوعية، إضافة إلى ملف تهريب المخدرات وضبط الحدود، فضلًا عن قضايا المياه وعلى رأسها حصة الأردن من نهر اليرموك، والربط الكهربائي بين البلدين.

وأوضح دية أن الأردن يمتلك خبرات كبيرة في مجالات الكهرباء، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات، والبنوك، مما يمكنه من لعب دور محوري في دعم الاقتصاد السوري، خاصة في مراحل إعادة الإعمار الأولى، مشيرًا إلى أن المملكة مستعدة للمساهمة في إقامة مشاريع مشتركة تدفع بعجلة التنمية في كلا البلدين.

ودعا دية القطاع الخاص الأردني إلى الاستعداد الجاد للدخول في السوق السوري، مشيرًا إلى أن المنافسة ستكون قوية مع دخول مستثمرين سوريين من الداخل والخارج، إضافة إلى مستثمرين من دول الخليج وتركيا، ما يتطلب جهوزية حقيقية وخططًا مدروسة لضمان الحضور الفاعل في مرحلة إعادة الإعمار.

وختم دية حديثه بالتأكيد على أن هذه التفاهمات الأردنية السورية قد تفتح الباب أمام مرحلة من الازدهار الاقتصادي إذا ما تم استثمارها بالشكل الصحيح، مشددًا على ضرورة أن يتحول التعاون السياسي إلى مشاريع اقتصادية ملموسة تخدم البلدين والمنطقة بأكملها.