أخبار اليوم - أثارت قضية تدخل الأهل في الحياة الزوجية للابن أو الابنة جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المئات من المشاركين عن آرائهم وتجاربهم الشخصية، في نقاش حادّ بين من يرى أن تدخل الأهل يفسد العلاقة الزوجية، ومن يعتبره ضرورة في بعض المواقف لحماية الأسرة من الانهيار.
مناقشة مفتوحة بدأت بسؤال بسيط:
"هل الابتعاد عن أهل الزوج وأهل الزوجة وعدم تدخلهم في حياة أولادهم ومعرفة خصوصياتهم أحد أسباب نجاح العلاقة الزوجية؟"
لتتحول الإجابة إلى مساحة فضفضة ومصارحة مجتمعية.
تيار واسع مؤيد للخصوصية:
أغلب المشاركين عبّروا عن موقف واضح: نعم، الابتعاد عن تدخل الأهل أحد أسرار نجاح الحياة الزوجية. وكتب أحدهم: "أكيد مع، كل مصايبنا من قرايبنا"، بينما قالت أخرى: "إذا الأم دخلت في حياة بنتها، اعرف أن دار بنتها خربت دمار شامل".
وتكررت جملة: "ما حدا بيعرف الزوج والزوجة مثل بعض، ليش نسمح لأي طرف تالت يدخل؟"، في تأكيد على أن تسريب أسرار العلاقة للأهل يُعد بداية تفككها، لا علاجًا لها.
أصوات تدعو للتوازن والوعي:
في المقابل، دعت فئة من المعلقين إلى التمييز بين القرب الأسري والتدخل السلبي، معتبرين أن العائلتين يمكن أن تكونا مصدر دعم عاطفي وروحي دون أن تتورطا في تفاصيل العلاقة. وكتب أحدهم: "المفروض يكونوا عيلة وحدة، بس الخصوصية فوق كل شيء".
كما قال آخر: "يتدخلوا فقط إذا وصل الزوجان لطريق مسدود، غير هيك، المفروض يحلوا مشاكلهم بينهم".
نماذج إيجابية ترفع القبعة للعائلتين:
من جهة أخرى، شاركت إحدى السيدات تجربتها قائلة: "الحمدلله، أهلي وأهل زوجي من أرقى الناس، لا تدخلوا ولا فرضوا رأيهم، بالعكس، دعمونا وكان لهم أثر إيجابي في حياتنا، الله لا يحرمني منهم".
فيما أشار آخرون إلى أن وجود أهل متفهمين قد يكون عامل استقرار، وليس سببًا للخلاف، إذا ما احترموا حدود العلاقة الزوجية وتركوا القرار للطرفين.
خلاصة النقاش:
الآراء وإن تباينت، إلا أنها التقت على نقطة مفصلية: العلاقة الزوجية تبنى على الثقة والخصوصية، وأي تدخل خارجي غير مدروس، حتى لو من باب النية الطيبة، قد يكون له نتائج عكسية.
التحدي الأكبر اليوم ليس فقط في بناء علاقة زوجية ناجحة، بل في القدرة على حمايتها من الأصوات المحيطة، ولو كانت قريبة. والأهل، إن اختاروا الحكمة، قد يكونون درعًا واقيًا... أو أول من يشق هذا الدرع.