أخبار اليوم - أكد عدد من المواطنين أن شركة الأمن الأمريكية تتعمد إذلالهم من خلال آلية مشبوهة لتوزيع المساعدات الإنسانية، تتم في أماكن خطرة جدًا، قريبة من مواقع انتشار دبابات وجنود جيش الاحتلال، إلى جانب الكميات الضئيلة جدًا من المساعدات المقدمة.
وأوضح مواطنون في أحاديث منفصلة لـ "فلسطين أون لاين" أن المرتزقة من عناصر الشركة الأمريكية يتجنبون اتخاذ أي إجراءات تنظيمية، ويتعمدون نشر الفوضى عند مداخل ومخارج نقاط التوزيع.
وأشار مواطنون إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار عمدًا على عدد من المدنيين أثناء توجههم لاستلام المساعدات، إضافة إلى تنفيذ قصف جوي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد منهم، وتعذر نقلهم إلى المستشفيات بسبب منع جيش الاحتلال لطواقم الإسعاف من الوصول إلى تلك المناطق.
وبيّن مواطنون أنهم لن يعودوا مرة أخرى إلى نقاط التوزيع المعلنة من قِبل المرتزقة الأمريكيين، بسبب الخطر المحدق الذي يتهددهم هناك، والانتهاك الصارخ لكرامتهم الإنسانية، والإذلال المتعمد في ظل غياب أي تنظيم لعملية التوزيع.
المواطن إسلام المصري أكد أنه توجه في اليوم الأول إلى حي تل السلطان القريب من الحدود المصرية للحصول على المساعدات، نظرًا لأن أطفاله الأربعة لم يتناولوا الخبز منذ 45 يومًا.
وقال في حديثه لـ "فلسطين أون لاين": "مشيت 8 كيلومترات تحت الشمس الحارقة، دون وسيلة مواصلات، وعند وصولي إلى نقطة التوزيع سيطر عليّ الخوف والرعب بسبب قرب جيش الاحتلال من المكان، وإشهار المرتزقة أسلحتهم في وجوهنا".
وأضاف: "بصعوبة شديدة حصلت على الكرتونة وسط تدافع آلاف الناس، في ظل غياب تام لأي تنظيم من قِبل المسلحين الذين تعمدوا على ما يبدو نشر الفوضى وإهانة الناس".
وشدد المصري على أنه قرر عدم العودة إلى نقطة التوزيع مجددًا بسبب الخطر الكبير على حياتهم، وغياب الاحترام لآدميتهم، والتعمد في إهانتهم من قِبل المرتزقة المتواجدين هناك.
أما المواطن محمد ماضي، فقال إنه اضطر للذهاب إلى نقطة التوزيع في منطقة موراج، لكنه تعرض خلال الطريق لإطلاق نار مع آلاف المواطنين من قِبل جيش الاحتلال، إلى جانب قصف مدفعي.
وأضاف في حديثه للصحيفة: "عند وصولنا إلى النقطة لم يكن هناك أي نظام، وتعمد الأمريكيون إدخال الحشود دفعة واحدة، ما تسبب بحالة من الفوضى والتدافع الشديد خلال استلام المساعدات".
وأوضح أنه لن يعود مرة أخرى إلى نقطة التوزيع، بسبب ما وصفه بـ"حالة الإذلال" التي يمارسها الأمريكيون، بالإضافة إلى الخطر الكبير من جانب الاحتلال عبر القصف والاعتقال، كما حدث مع بعض المواطنين.
من جهته، أكد المواطن أحمد الهسي، أحد الذين خاطروا بحياتهم وتوجهوا إلى نقطة توزيع المساعدات في تل السلطان غرب رفح، أن الذهاب إلى هناك يشكّل مجازفة حقيقية تهدد حياة كل من يتواجد في المكان.
وقال: "ذهبت لأنني جائع أنا وأطفالي، لكن بعد أن رأيت الموت أمامي، أقسمت ألا أعود مجددًا إلى هذه النقطة التي يحيط بها الخطر من كل جانب".
ودعا الهسي المواطنين إلى الامتناع عن الذهاب إلى نقاط التوزيع الأمريكية، والصبر حتى يتم اعتماد آلية تحفظ كرامتهم وتصون حياتهم.
يُشار إلى أن هذه الآلية المشبوهة فشلت منذ يومها الأول، مما خلق إجماعًا محليًا ودوليًا على أن الحل الوحيد يكمن في تمكين المنظمات الأممية من استعادة دورها الكامل في توزيع المساعدات، بعيدًا عن عسكرة الإغاثة أو تسليمها لشركات خاصة ذات طابع عسكري، لما يشكله ذلك من تهديد مباشر للسلم الأهلي، وانتهاك فاضح لأبسط المبادئ الإنسانية.
فلسطين أون لاين