أخبار اليوم - بدأ سكان قرية المنصورة بهجر بلدتهم التابعة لقضاء برما، لسوء أوضاع الطريق الرئيسي للقرية الذي يربطهم بالمحافظات القريبة، مما يحرمهم من الحصول على خدمات أساسية، ويصعب وصول المركبات الخاصة والمركبات العمومية إلى قريتهم، حتى أصبح خيار إيجاد منطقة أخرى للسكن فيها، أفضل الخيارات ليتمكنوا من الذهاب إلى أعمالهم ومتابعة دراستهم.
وأكد السكان أن الطريق المفتوح منذ سبعينيات القرن الماضي، هو الطريق الرئيسي الذي يربطهم بمحافظات عجلون وجرش والبلقاء من جهة أخرى، وأن المنصورة تعد من القرى النائية والبعيدة عشرات الكيلومترات عن الخدمات الرئيسية، وما تزال من دون تعبيد أو صيانة أو حتى ترقيع منذ عشرات السنين، مما حولها إلى طريق ترابية زراعية يتجنبها السائقون نهائيًا، نظرا للضرر الكبير الذي يلحقه بالمركبات.
وقال مختار القرية علي الصمادي، إن أغلب سكان القرية هجروا منازلهم وتوجهوا إلى قرى وبلدات تتوفر فيها أهم الخدمات الرئيسية، وأهمها شبكة الطرق، لا سيما أن طريق البلدة الذي لا يقل طوله عن كيلومتر و800 متر هو طريق زراعي ترابي غير معبد، وتوجد فيه حفرة كبيرة وضخمة يتجنبها كل السائقين بصرف النظر عن الأجرة، كون سوء أوضاع الطريق يلحق ضررا كبيرا بالمركبات.
وأوضح المختار الصمادي، أنهم راجعوا الجهات المعنية كافة من أشغال وبلدية ودار المحافظة مرات عدة، وقد وعدوا بتعبيد الطريق منذ سنوات طويلة، لكن دون جدوى، وقد زار الطريق مسؤولون ومجالس محافظات ووزراء عدة منذ سنوات، ولغاية الآن ما تزال وعود تعبيده حبرا على ورق.
عمر الطريق يزيد على 50 عاما
ووفق الناشط والإعلامي سمير الصمادي، فإن "طريق بلدة المنصورة يعد طريقا حيويا رئيسيا يربط المحافظات السياحية ببعضها بعضا، ومنها طريق عجلون وجرش، ويربط محافظات الشمال بمحافظة البلقاء، وكذلك محافظات الشمال بالأغوار، وهو طريق يسلكه المزارعون أيضا، ويعد ممرا سياحيا لسياحة المغامرة وراكبي الدراجات الهوائية، إلا أن أوضاعه سيئة للغاية وتحول من طريق زراعي إلى ترابية غير صالح للاستخدام، مما شكل صعوبة في حصول السكان على الخدمات الأساسية وصعوبة مرور المركبات فيه.
وأكد الصمادي "ضرورة أن يتم تعبيد الطريق، وهو من الطرق القديمة جدا وعمره يزيد على 50 عاما، وهو مستخدم لغاية الآن، ويعد طريقا مختصرا ومهما وحيويا ورئيسيا للبلدة، وتابع لبلدية برما، ومن الأولى أن يتم تعبيده في أقرب وقت، وألا يستمر فشل الجهود كافة في تعبيده، خصوصا أن وضع الطريق لا يسمح بترقيعه من قبل المواطنين بواسطة الأسمنت، وهو يحتاج إلى طبقات عدة حتى يصل إلى المستوى الآمن المطلوب، وفي كل موسم تلحق به الأمطار أضرارا أكبر، ويتحول في فصل الشتاء إلى حفر ومستنقعات كبيرة جدا".
كما أوضح "أن بلدية برما تتهرب من تعبيد الطريق، وفي كل موازنة يتم تحويل مخصصاته إلى طرق أخرى في مناطق أخرى، وتتحجج البلدية بعدم توفر مخصصات كافية وسوء الأوضاع المادية للبلدية، ومرة أخرى تتحجج بعدم قدرة البلدية على استملاك الأراضي وفتح الطريق، مع أنه مفتوح ومستخدم منذ عشرات السنين".
مساكن أصبحت مهجورة
بدوره، قال المواطن عناد الصمادي، وهو صاحب حافلة نقل صغيرة عمومية "إن الحافلة العمومية التي تربط البلدة بمحافظة جرش، وهي ملك لجمعية في البلدة، تتعرض للأعطال بشكل يومي وتحتاج إلى صيانة مستمرة ومكلفة، والعمل على الخط غير مجد نهائيا ويحتاج إلى مصاريف إضافية، إلا أنه يضطر إلى تشغيل الحافلة بسبب ظروف سكان البلدة وطبيعة أعمالهم، وعدم قدرتهم على هجرة البلدة وترك أراضيهم الزراعية، ومراعاة لظروف المواطنين، في ظل رفض أي وسيلة نقل أخرى العمل في البلدة بسبب سوء أوضاع طريقها الرئيسي".
وأكد "أن الطريق يربط القرية بمحافظتي جرش وعجلون من خلال قريتي خشيبة الفوقا والجبل الأخضر، كما يربط القرية بمحافظة البلقاء من جهة أخرى عبر الأغوار الوسطى، ويسلك هذا الطريق أهالي القرية والقرى المجاورة، والسياح والمتنزهون وراكبو الدراجات النارية والهوائية القادمون من البلقاء والأغوار إلى محافظتي جرش وعجلون، كما يسلكه المزارعون الذين يقصدون مزارعهم في الأغوار".
من تعليم وصحة وشبكة طرق ومواصلات حتى يتمكنوا من متابعة أعمالهم ودراسة أبنائهم، حيث لم يتجاوز عدد السكان حاليا 2000 نسمة، وقد كان قبل بضع سنوات أكثر من 3000 نسمة، وقد تحولت معظم مساكن القرية إلى مساكن مهجورة ولا يمكن تأجيرها، نظرا لظروف البلدة الخدماتية ورفض المواطنين العيش فيها لعدم توفر الخدمات الأساسية".
وقامت "الغد" بالاتصال مرات عدة برئيس بلدية برما عقاب السلامات، لكن دون رد، إلا أن مصدرا مطلعا في البلدية أكد أنها بدأت بفتح طريق جديد داخل التنظيم، وتنظيمه من خلال آليات البلدية، وسيتم العمل على تعبيده في القريب العاجل، وقد كانت مشكلة الطريق القديم في الاستملاكات، والطريق الجديد سيكون مختصرا ومعبدا وجاهزا للاستخدام في القريب العاجل.
الغد