أكثر من 5000 طفل توحد في غزة يفتقدون الأمان والعلاج

mainThumb
أكثر من 5000 طفل توحد في غزة يفتقدون الأمان والعلاج

05-06-2025 10:06 AM

printIcon

أخبار اليوم - مع تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأكثر من 600 يوم، تتفاقم معاناة فئة الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، الذين يُقدّر عددهم من 3000 إلى 5000 طفل في القطاع، وفق تقديرات الإغاثة الطبية الفلسطينية.

ويعاني هؤلاء الأطفال أوضاعا كارثية، نتيجة غياب البيئة المستقرة التي يحتاجون إليها، وافتقارهم إلى الرعاية النفسية والتأهيلية المتخصصة، والدعم النفسي والسلوكي.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن طفلًا واحدًا من بين كل 100 طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد، ما يجعل هذه الفئة بحاجة إلى دعم دائم، لا سيما في أوقات الأزمات.

ويُوضح مدير برنامج التأهيل المجتمعي في جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، مصطفى عابد، أن الواقع في غزة أكثر قسوة على أطفال التوحد، حيث يجد هؤلاء الأطفال أنفسهم وسط أصوات القصف والانفجارات، ما يفاقم من حالات الرعب لديهم، خاصة أن العديد منهم يعاني من حساسية مفرطة تجاه الأصوات المرتفعة.

ويقول عابد لـ "فلسطين أون لاين": "إن الروتين اليومي الذي اعتاد عليه أطفال التوحد قبل الحرب، قد تلاشى تمامًا بفعل النزوح المستمر، والعيش في أماكن غير مألوفة، وانقطاع التعليم والعلاج، مما تسبب في نوبات غضب وانهيارات سلوكية متكررة لدى الأطفال، إلى جانب زيادة الضغط النفسي على الأهالي الذين يعانون أصلًا من ظروف معيشية صعبة"

ويُلفت عابد إلى أن معظم أطفال التوحد يعانون من حساسية مفرطة تجاه الأصوات العالية، ما يجعل أصوات الانفجارات والقصف المدفعي المتواصل سببًا لنوبات فزع شديدة، تدفعهم إلى الصراخ المتكرر، والدوران حول أنفسهم، وإيذاء الذات أحيانًا.

ويُوضح أن غالبية مراكز تأهيل الأطفال ذوي التوحد في قطاع غزة توقفت عن العمل، ومنها: مركز بيتنا، مركز الحياة للتربية الخاصة، جمعية الحق في الحياة، جمعية إعمار، الجمعية الفلسطينية للتوحد، ومركز جسور الأمل، نتيجة تدمير مقراتها أو توقف التمويل والدعم. كما أن عددًا من الأخصائيين في هذا المجال قد استشهدوا أو نزحوا، مما أثّر بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة.

ويذكر أن الأطفال المصابين بالتوحد يفتقدون إلى الحمية الغذائية الخاصة، والأدوية التي تساعدهم على التوازن السلوكي والنوم، إضافة إلى حرمانهم من الأدوات الحسية والتعليمية، مثل الألعاب أو الأجهزة أو التطبيقات التي كانوا يعتمدون عليها.

ويُؤكد عابد أن الأطفال ذوي التوحد لم يتم إدراجهم ضمن أولويات خطط الطوارئ أو التمويل الإغاثي، ما جعل احتياجاتهم أمورًا هامشية في ظل انشغال الأسر بتأمين الحد الأدنى من مستلزمات الحياة. كما أن الخوف المستمر من القصف جعل المختصين غير قادرين على التنقل والوصول إلى الأطفال.

وحول أبرز الاحتياجات الملحة لأطفال التوحد في قطاع غزة، يسرد عابد أهمها، وهي: وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وتوفير الحماية الجسدية والنفسية، وتوفير ملاجئ آمنة، واستئناف جلسات العلاج الفردية والجماعية، وتوفير الأدوات التعليمية والعلاجية (بطاقات تعليمية، ألعاب حسية، قرطاسية)، وتأمين الغذاء والدواء والمواد الخاصة بالحميات الغذائية.

ويُطالب بتوفير الدعم النفسي للعائلات والمختصين، وتدريب الأسر على التدخل في أوقات الأزمات، بالإضافة إلى إشراك المجتمع في حملات توعية لدعم أطفال التوحد، داعيًا المختصين إلى ضرورة إدماج احتياجات أطفال التوحد ضمن خطط الطوارئ والإغاثة، والاعتراف بحقوقهم النفسية والعلاجية، لضمان بقائهم بكرامة وسط واقع الحرب المأساوي.

وتنص المادة (11) من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على التزام الدول الأطراف باتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة في حالات النزاع والطوارئ الإنسانية، بينما تؤكد المادة (10) على أن لكل إنسان الحق الأصيل في الحياة، وعلى الدول اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بهذا الحق أسوة بغيرهم.

المصدر / فلسطين أون لاين