أخبار اليوم - عواد الفالح - في مشهد بات يتكرر يوميًا في شوارع العاصمة، اشتكى مواطنون من ظاهرة "الفاليت المدفوعة" التي بدأت تتحول من خدمة مريحة إلى مصدر استغلال وفرض مبالغ غير مبررة على مرتادي المطاعم والمقاهي، وسط غياب الرقابة الرسمية.
وتحدث مواطنون لـ"أخبار اليوم" عن تقسيم جديد لخدمة الاصطفاف، حيث باتت تُعرض بنظام "المستويات"، فمَن يدفع 5 دنانير يُعامل كـ"VIP" وتُركن سيارته أمام باب المحل، بينما من يدفع دينارين يُترك لينتظر سيارته لأكثر من 10 دقائق بعد أن تُركن في منطقة بعيدة أو غير معروفة.
اللافت أن أغلب من يمارسون هذه المهنة هم من العمالة الوافدة، ويعملون في كثير من الأحيان في ساحات فارغة غير مرخصة، تُحوَّل إلى مواقف مأجورة دون رقابة أو تصريح من الجهات المختصة.
أحد المواطنين قال: "والله ما دفعتله 5 دنانير إلا لما قلي: أنت VIP، حسيت حالي سفير ودفعت وأنا مبتسم... بس بعدين فهمت إنو عم نعيش بزنس مش خدمة".
وأشار آخرون إلى أن بعض الفنادق الكبرى تشهد احتكاكات يومية بين العاملين في خدمة الفاليت، وصلت أحيانًا إلى الشجار بسبب تقاسم مواقع الاصطفاف. وأضاف أحدهم: "كنت في فندق بمنطقة أم أذينة وصار مشادة بين مجموعتين من الفاليت على مين يصف وين، كأنها أراضٍ محجوزة".
وشدد آخرون على أن ما يحدث هو شكل من أشكال "الخاوة الحديثة"، حيث لا يستطيع الزبون رفض الدفع لأن الخدمة تُقدّم بشكل إجباري ودون أي توضيح مسبق عن الأسعار.
المواطنون طالبوا أمانة عمّان الكبرى والأجهزة الرقابية بضرورة التدخل الفوري لضبط هذه الظاهرة، مؤكدين أن كثيرًا من الأراضي المستخدمة كمواقف مأجورة هي أراضٍ غير مرخصة، ويجب تنظيم هذا القطاع بما يضمن حقوق المواطن، ويمنع الاستغلال.
تحوّلت خدمة الفاليت في العاصمة إلى سوق عشوائي غير منظم، تُفرض فيه الأسعار والمواقع والمواقف دون مرجعية، والضحية هو المواطن الذي يُطلب منه الدفع، وإلا فعليه أن يبحث عن موقفه في "أطراف المدينة".