الطمأنينة في زمن الصواريخ: الأردنيون يثقون بقيادتهم وجيشهم

mainThumb
إسراء خالد بني ياسين

15-06-2025 06:30 PM

printIcon

بقلم: إسراء خالد بني ياسين

رغم المشهد غير الاعتيادي لتحليق صواريخ إيرانية عبر سماء الأردن، ظل الأردنيون مطمئنين، واثقين، ثابتين. لم تهتز أعصابهم، ولم تملأ الخوف قلوبهم، لأنهم اعتادوا أن يكونوا في كنف قيادة هاشمية حكيمة، وقوات مسلحة لا تنام، تسهر وتحمي وتحتوي أي طارئ بحزمٍ واتزان.

في الوقت الذي كان فيه الإقليم يغلي على وقع التصعيدات، بقيت شوارع عمّان والزرقاء وإربد وسائر المحافظات تنبض بالحياة، دون أن يُسجَّل ذعر أو ارتباك. فقد غرست القيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ثقافة الطمأنينة والمسؤولية في نفوس الأردنيين، ورسخت في وجدانهم الإيمان بأن هذا الوطن محميّ برجاله، محصّن بمواقفه، عزيز بسيادته.

القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي – كانت حاضرة بقوة، ليس فقط في مواقع الرصد والتأهب، بل في وجدان كل أردني. وجّهت رسائل تطمين واضحة، وأكدت أن المجال الجوي الأردني يخضع للسيادة الأردنية، وأن الجيش يتعامل مع أي تهديد بمنتهى الحزم. هذه الرسائل لم تكن مجرد بيانات، بل كانت صمامات أمان، وصلت إلى قلب كل بيت، وملأت النفوس بالثقة.

جاءت ردود الفعل الشعبية متزنة وواعية. لم تكن عفوية فحسب، بل نابعة من إيمان عميق بثقافة الدولة، ومناعة المجتمع. عبر المواطنون الأردنيون : "نحن لا نعيش على حافة القلق، بل نعيش بثقة في وطن يعرف كيف يحمي نفسه. الصواريخ مرت، لكن الخوف لم يمر في قلوبنا."

القيادة الأردنية، بما تمتلكه من حكمة ورؤية، تدير الأزمات بصمتٍ وذكاء، دون استعراض أو صخب. وهذا ما يجعل الأردن – رغم كل التحديات – واحةً للاستقرار وسط محيط مضطرب. فكل أزمة تُدار باحتراف، وكل خطر يُواجه بحكمة، وكل موقف يُتخذ بروح المسؤولية الوطنية العليا.

مرور الصواريخ عبر الأجواء لم يكن حدثًا عابرًا فيزيائيًا، بل كان لحظة اختبار حقيقي لثقة الأردنيين بدولتهم. وقد اجتاز الأردن هذا الاختبار بنجاح باهر. فمنذ اللحظة الأولى، كان هناك شعور عام بأن الأمور تحت السيطرة، وأن "الوطن أولاً" ليست مجرد شعار، بل واقع يعيشه الناس يومًا بعد يوم.

الأردن لا يُقاس بحجمه الجغرافي، بل بمكانته في ميزان التوازنات. وهو، كما أثبت دائمًا، قادر على اجتياز العواصف بأقل الخسائر، وأكثر الكرامة.
ونستشهد بكلمات جلالة الملك عبدالله الثاني إن "نعمة الأمن والاستقرار في الأردن لم تأتِ بالصدفة"، بل جاءت نتيجة "جهد وعزيمة وإخلاص الأردنيين وحرصهم"، مؤكدًا أن هذا الاستقرار هو ثمرة عمل القيادة الحكيمة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية .