عمان – أخبار اليوم- تالا الفقيه

أكدت الاستشارية النفسية والتربوية الدكتورة مرام بني مصطفى أهمية الدور الذي يقع على عاتق الوالدين ومقدمي الرعاية للأطفال في أوقات الأزمات المفاجئة، كصفارات الإنذار، الانفجارات، الحوادث الأمنية، أو الكوارث الطبيعية، مشيرة إلى أن الأطفال في مثل هذه اللحظات يعيشون مشاعر خوف وارتباك، وقد يعجزون عن تفسير ما يحدث حولهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر النفسي.

وشددت بني مصطفى على أن حماية الطفل لا تقتصر على الجانب الجسدي، بل تمتد إلى الاحتواء النفسي والعاطفي، قائلة: “الطفل يقرأ مشاعر الوالدين أكثر مما يسمع كلماتهم، لذا من الضروري أن يتمالك الأهل أنفسهم، ويحافظوا على هدوئهم ونبرتهم أثناء الشرح، وأن يظهروا ملامح مطمئنة”.

وأوصت بني مصطفى باستخدام لغة بسيطة ومطمئنة تتناسب مع عمر الطفل، وتجنب التفاصيل المخيفة، مثل قول: “هذا الصوت لتنبيه الناس حتى يتصرفوا بسرعة، ونحن الآن في مكان آمن، وكل شيء سيكون بخير”.

كما بيّنت أهمية القرب الجسدي والعاطفي، من خلال الأحضان ولمسات اليد والعبارات المطمئنة مثل: “أنا معك، الله يحمينا، الوقت سيمضي”، لما لها من أثر كبير على تهدئة الجهاز العصبي للطفل.

ودعت بني مصطفى إلى استخدام أنشطة بسيطة مثل التلوين أو القصص أو الألعاب لتخفيف التوتر بعد الحدث المباشر، مؤكدة على ضرورة الإجابة عن أسئلة الطفل بصدق دون تهويل أو تخويف، لأن “الصراحة المتوازنة تبني شعوراً بالقوة والثقة، بينما الكذب أو التجاهل قد يؤثر على العلاقة لاحقاً”.