أخبار اليوم - تلعب الصواريخ دوراً بارزاً في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وإيران منذ أيام، حيث يتبادل البَلدان ضربات مكثفة.
وسلّطت صحيفة «إندبندنت» البريطانية الضوء على نظام القبة الحديدية الذي استخدمته إسرائيل لصدّ الهجمات الصاروخية من حركة «حماس»، و«حزب الله» اللبناني.
وقالت إن القبة الحديدية هي نظام صاروخي أرض-جو يتتبع ويعترض المقذوفات المتجهة نحو المناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل، وكان نجاحها في صدّ الهجمات في الماضي القريب يعني أن الإسرائيليين لم يعتادوا رؤية الصواريخ وهي تضرب مُدنهم الكبرى بنجاحٍ حالياً.
ولطالما أقرّ المسؤولون الإسرائيليون بأن القبة الحديدية ليست فعّالة بنسبة 100 في المائة.
صاروخ ينطلق من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي أغسطس 2022 (د.ب.أ)
صاروخ ينطلق من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي أغسطس 2022 (د.ب.أ)
وألقت «إندبندنت» نظرة على أسباب اختراق هجمات إيران دفاعات إسرائيل، ونقلت عن ماريون ميسمر، الباحثة في دراسات الأمن بمعهد تشاتام هاوس، قولها إن القبة الحديدية قد لا تكون فعّالة، كما يعتقد كثيرون.
وأضافت: «في كثير من الأحيان، تتمتع القبة الحديدية بدعايةٍ تفوق حقيقتها، وفي نهاية المطاف، إنها نظام دفاع جوي فعّال للغاية، لكن لا يوجد دفاع جوي منيع تماماً».
ونظراً لحجم ونطاق ضربات إيران على إسرائيل، والتي كانت أكثر استدامة من الهجمات في السنوات الأخيرة، ذكرت ميسمر أنه ليس من المُستغرب أن بعض الصواريخ والطائرات المُسيّرة تمكنت من اختراقها.
وتابعت أن جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية هو إطلاق كثير من الصواريخ، ومن ثم كان الأمل في ألا تتمكن الصواريخ الاعتراضية من إسقاط كل شيء، وهو أحد الأمور التي شهدناها.
ووفقاً للصحيفة، تُشكل صواريخ إيران تحدياً جديداً، ويعتقد الخبراء أن إيران ربما استخدمت مقذوفات أيضاً تفوق سرعة الصوت القادرة على المناورة بسرعةٍ تفوق سرعة الصوت، مما يُصعّب اعتراضها بشكل كبير.
نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ بعد أن أطلقت إيران دفعة باليستية نحو إسرائيل (رويترز)
نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ بعد أن أطلقت إيران دفعة باليستية نحو إسرائيل (رويترز)
وأوضحت ميسمر: «إذا كان لديك شيء قادر على المناورة، فمن البديهي أنه يمكنك إما برمجة مسار للتحليق غير منتظم مسبقاً، أو يمكنك تغييره إذا رأيت إطلاق صواريخ اعتراضية، وهذا يُسهّل تجنب أي اعتراض».
وأكدت أن معدلات القبة الحديدية لا تزال «مذهلة للغاية»، لكنها أضافت تحذيراً: «كثير من الصواريخ التي سقطت، في فترات سابقة، يأتي بأعداد أقل ومسارات طيران متوقعة ومن مواقع متوقعة، وقد أطلقت معظمها (حماس)».
وتُوافق مارينا ميرون، الباحثة في قسم دراسات الحرب بكلية كينجز كوليدج لندن، على أنه «لا يوجد نظام دفاع جوي غير قابل للاختراق».
وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني، يوم الاثنين، أنه استخدم أسلوباً جديداً تسبَّب في استهداف أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات بعضها البعض، مما سمح لإيران بضرب عدد من الأهداف بنجاح.
وتوقعت ميرون أن يكون ذلك قد جرى من خلال وضع طائرات مُسيرة وهمية بالقرب من صواريخ الدفاع الإسرائيلية، بطريقةٍ تُسبب تدميرها بصاروخ إسرائيلي آخر.
لكنها أشارت إلى أن السبب الرئيسي لأهم اختراق للقبة الحديدية، منذ سنوات، هو «الحمل الزائد» للصواريخ الإيرانية الذي ترك نظام القبة الحديدية «مُثقلاً».
وأضافت أن الجانب النادر، في الأيام الخمسة الماضية، هو العدد الهائل من الصواريخ التي أطلقتها إيران، وليس القبة الحديدية التي تعطلت بشكل غير متوقَّع.
وأوضحت أن إيران كانت سترسل عدداً من الصواريخ الوهمية، مما سيؤدي إلى إهدار صواريخ القبة الحديدية، وتابعت أنه كان من الممكن أيضاً استخدام الحرب الإلكترونية.