11 خطابا لولي العهد .. الأردن البلد الأنموذج ولم يخذل إنسانا يوما

mainThumb
11 خطابا لولي العهد.. الأردن البلد الأنموذج ولم يخذل إنسانا يوما

28-06-2025 10:31 AM

printIcon

أخبار اليوم - حمل سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، خلال حديثه في خطاباته المتعددة، رسائل وثوابت الأردن في كل القضايا المحلية والعربية والدولية، مؤكدًا أن إيمان الأردن بقيم السلام والاعتدال والتعاون الدولي راسخ لا يتزعزع، وأن على العالم أن يختار بين طريقين: إما أن تُروى الشجرة المثمرة العطشى، أو أن يُصب الزيت على النار المستعرة.

11 خطابًا لسمو ولي العهد في السنوات الأخيرة نستذكرها في ذكرى ميلاده الحادي والثلاثين، والذي يصادف اليوم السبت، أكد فيها مرارًا وتكرارًا أن الأردن يحظى بالتقدير والمديح بشكل مستمر على مواقفه الإنسانية والأخلاقية، وفخورون بسمعة بلادنا، إلا أن الكلام الطيب لا يدعم الموازنة، ولا يبني المدارس، ولا يوفر فرص العمل.

يوم 21 من شهر كانون الأول من العام 2014، وخلال حفل إطلاق مبادرة "سمع بلا حدود"، قال سموه: "كثيرًا ما تأخذنا الحياة وتُلهينا تفاصيلها عن الشعور بالنِّعم، فنعتبرها مسلّمات، ولا نعرف قيمتها حتى نرى أو نسمع عن أو نشعر مع من حُرم منها. وقبل عامين قابلت أطفالًا حُرموا من حاسة السمع، ولم تفارقني فكرة طفل صغير ينام ويصحو دون أن يسمع صوت أبويه، ودون أن يسمع الأناشيد والقصص. قابلت أهالي ينتظرون اليوم الذي يستطيعون فيه أن يسمع طفلهم حبهم ودعاءهم له، ويسمعهم كلماته".

وأضاف أن كل قوقعة نؤمنها لطفل من أطفالنا تُكمل حواسه الخمسة، ونعمة تتغير معها حياتهم كلها، وسأكون صوتًا لهؤلاء الأطفال.

يوم 24 من شهر تموز عام 2014، وخلال حفل إطلاق مبادرة "تطوع"، قال سموه: "إن التاريخ سطّر ريادة الأردن وإبداع أبنائه، وسيشهد المستقبل لشباب هذا الوطن، تشييدهم بُروجًا من المعرفة والنهضة، وصولًا إلى الأردن الأفضل، بإذن الله. وأن شباب الأردن لم يكن يومًا متكِلًا أو غير مكترث، بل نحن دومًا، جيلًا بعد جيل، لا نأخذ شيئًا كتحصيل حاصل: لا أمنًا ولا علمًا ولا رزقًا، لا نأخذ بل نعطي".

يوم 21 من شهر آب عام 2015، وفي افتتاح "المنتدى العالمي للشباب والسلام والأمن"، قال سموه: "إن البيت يعمر بزُوّاره من الأصدقاء، وهذه المقولة تجد صداها الحقيقي في بيتي الكبير: الأردن. وإننا نفخر بأن بيتنا الأردني لم يسبق له أن رفض جارًا طلب الملجأ والإغاثة؛ إنه بيت لكل من ينشد السلام والتقدم؛ لأن السلام ليس مجرد سياسة، وليس قيمة عُليا فقط، إنه سِمة إنسانية وهو الدعامة الأساسية للبيت الذي يجمعنا كأسرة عالمية واحدة".

وفي مجلس الأمن الدولي، خاطب سمو ولي العهد العالم يوم 23 من شهر أيار من العام 2015، وقال: "إن العالم يواجه أحد أكبر التحديات، وربما التحدي الأعظم أمام الأمن والسلام الدوليين، هو الإرهاب والتطرف، والشباب هم أولى الضحايا. وأن أكثر من نصف سكان العالم هم دون سن الثلاثين، غالبيتهم العظمى في الدول النامية، وتشير الدراسات إلى أن الفقر والبطالة والجهل وضعف العلاقات العائلية توفّر بيئة جاذبة للفكر المتطرف والأفكار الظلامية".

وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 22 من شهر أيلول عام 2017، قال ولي العهد: "نحن الشباب، كالأجيال التي سبقتنا، نحمل إرثًا من الحكمة والقيم المشتركة التي تركها أجدادنا، وعلينا، كمن سبقنا، أن نُكافح من أجل أن نُوفّق بين ما ورثناه وبين الواقع الذي نعيشه اليوم، وهو واقع غير مسبوق. فعالمنا يقف اليوم على مفترق طرق مفصلي، نتيجة تلاقي كل من العولمة المتجذّرة مع الابتكارات التكنولوجية التي تُحدث تغييرًا عميقًا".

وبيّن سموه، في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يوم 20 من شهر أيار عام 2017، أن شباب الشرق الأوسط، كباقي الشباب في أرجاء العالم، في بحر واسع من المتغيرات المستمرة. إلا أن بحرنا يتجاذبه تياران متعاكسان، متساويان في القوة مختلفان في الاتجاه، فأحدهما يدفع باتجاه غادر، ويستدرج شبابنا نحو واقع ظلامي يغرقنا في المزيد من العنف، والتعصب، والفكر المتطرف الذي يتخذ من المنخرطين فيه وقودًا له، والآخر يأخذنا إلى شواطئ مشرقة وواعدة، تتسم بالاعتدال، حيث تعيش هويتنا العربية والإسلامية بسلام وتناغم إلى جانب التقدم والحداثة، وإلى واقع يمكننا من المساهمة بإيجابية وإنتاجية في العالم من حولنا.

وخاطب سمو ولي العهد، يوم 18 من شهر حزيران من العام 2019، طلبة برامج الدراسات العليا بجامعة اليرموك، وقال لهم: "إن طموح الأردن، طموح له أبناؤه. لم يجد أجدادنا في الأرض آبارًا، فشقوا الصخر مدنًا، درسوا، ودرّسوا، وجابوا العالم بخبراتهم. ولا ينكر أحد كفاءة الأردني ومهنيته، ولا قدرته على الصمود في وجه الشدائد".

وأضاف أن الأردنيين يستمدّون ذلك الصمود من قيمنا، ومن ثوابتنا التي تُبقي الأردني قويًا، لا يهتز مهما عصفت به التحديات، ثابتًا، لا يُساوم على مبادئه وأولوياته، وعلى رأسها كرامته. ولهذا، لن يتنازل الأردن – ملكًا وشعبًا – عن وصايته على المقدسات في القدس، ويفتح ذراعيه وحدوده لمن لجأ إليه. ولهذا هو الأجمل والأكثر أمنًا والأعمق تعايشًا، رغم كل شيء.

وأشار إلى أن الأردن ينظر إليكم وينتظر عطاءكم، فلا تبخلوا عليه بإرادتكم، كونوا طموحين لأنفسكم وللأردن، وشقّوا الصخر إن اعترضكم، كونوا مع الطالب في الدرس ومع الجندي على الحدود بأفكاركم وأرواحكم الزكية. فالوطن – أيها الإخوة والأخوات – هو أغلى ما نملك. الوطن أغلى ما نملك.

وأمام طلبة جامعة الحسين بن طلال في معان، يوم الثاني من شهر تموز عام 2018، قال سمو ولي العهد لهم إنه يعتز بوجوده في مدينة معان، التي استقبلت طلائع الثورة العربية الكبرى، وشهدت محطات هامة في تاريخ أردننا، وأنه يقف احترامًا للجهود العظيمة التي ساهمت في بناء وتطوير هذا الصرح العلمي، "ولا يفوتني أن أذكر هنا أن معان إلنا، وحقك علينا".

وأشار إلى أن بداخله يقينين، الأول: أننا نعيش في زمن الاعتماد على النفس؛ فاليوم، لا توجد وظائف حكومية جاهزة لاستيعاب هذا الجيل، الفرص الآن هي من نصيب الرواد الذين يوجدونها، المستقبل لا مكان فيه لطوابير الانتظار. والثاني: أن جيلنا هو المكلّف والمهيأ للقفز بالأردن إلى المستقبل، إلى حيث تُصنع الفرص بالطموح والابتكار والريادة. وأنا أعرف شباب بلدي جيدًا، فنحن لن نرضى للأردن أن يقف مكانه.

كما بيّن سمو الأمير الحسين، في أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020، والتي عُقدت عبر تقنية الاتصال المرئي يوم الخامس من شهر أيلول عام 2020، أن الأردن اتخذ تدابير قاسية لمواجهة فيروس كورونا وتصرف بحزم، واضطر للمخاطرة في بعض الأحيان، ولكن تعلّمنا من أخطاء هذه التجربة. وبفضل التدابير الاستباقية، كالفحوصات المكثفة، وتتبع المخالطين بفاعلية، والاستجابة الشمولية للأزمة على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تمكّنا من تسوية المنحنى في الموجة الأولى للوباء.

ويوم الثاني عشر من شهر تشرين الثاني عام 2024، وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في أذربيجان، قال سموه إننا نجتمع في لحظة يتلاشى فيها الإيمان بقدرتنا على الوقوف معًا، عندما يتم انتهاك المعايير العالمية، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، دون عقاب. عندما تنهار الثقة في قدرة المجتمع الدولي على الدفاع عن قيمه، وتُبثّ الانتهاكات الإنسانية يوميًا ليشاهدها العالم أجمع، ومع ذلك يُستمر في تجاهلها دون عواقب.

وأضاف أن العنف المستمر في منطقتنا يُقوّض السلام والأمن خارج حدودها، وفي نهاية المطاف، لن يصب هذا في مصلحة أحد. وإنها تتعرض لواقع قاسٍ مرتبط بالتغير المناخي، كالارتفاع في درجات الحرارة، والجفاف، وفقدان التنوع الحيوي، وتتسبب الحرب في تفاقم التحديات البيئية، بالنسبة لغزة وخارجها.

ويوم الحادي والثلاثين من أيار 2025، قال سموه للمشاركين في منتدى "تواصل" إننا بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للتواصل في عالم مليء بالاستقطاب والقلق من القادم والجديد، عالم صارت فيه الانطباعات، في كثير من الأحيان، أقوى من الحقائق.

وأكد على ثوابت أردنية لا تتغير، ميّزت الأردن منذ تأسيسه، وظلّت سِمة ملازمة لشخصية الإنسان الأردني، هي المثابرة والإخلاص والتميز في كل شيء. وعلى هذه القاعدة، علينا أن ننطلق في كل حوار ونقاش وطني. فأنتم وأقرانكم في الأردن كله، فرسان الحلم الأردني، وهو الحلم نفسه الذي نسعى إلى تحقيقه من خلال مواهبنا الفتية، والتي لا بد أن نواصل تمكينها في امتلاك أدوات العصر، خاصة بعد إسهامات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في كل مجالات الحياة.

بترا