مجاعة الرُضّع في غزة: نقص حليب الأطفال يهدد حياة المئات

mainThumb
مجاعة الرُضّع في غزة: نقص حليب الأطفال يهدد حياة المئات

05-07-2025 04:09 PM

printIcon

فلسطين - أخبار اليوم

حذَّر أطباء في غزة من أن مئات الأطفال الرُضَّع معرضون لخطر الموت في ظل نقص حاد في حليب الأطفال، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تقييد المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تدخل القطاع المحاصر.

قيد النفاد
من جهته، صرح الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس، جنوبي القطاع، بأن مخزون حليب الأطفال في جناحه يكفي أسبوعًا واحدًا فقط.

وفي وقت سابق، نفد مخزون الطبيب من الحليب الصناعي المخصص للأطفال الخدج (المبتسرين)، واضطر إلى استخدام الحليب الصناعي العادي، وتوزيعه على الرضع تحت رعايته.

وقال "الفرا"، لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية: "لا أستطيع وصف مدى سوء الوضع.. لدينا الآن ما يكفي من الحليب الصناعي لأسبوع واحد تقريبًا. ولكن لدينا أيضًا أطفال رضع خارج المستشفى دون أي إمكانية للحصول على الحليب".

وأشار إلى أن "الأطفال أصبحوا مجرد جلد على عظم"، مؤكدًا أن الحل الحقيقي هو إنهاء الحرب وفتح المعابر والسماح بدخول حليب الأطفال.

مشكلات سوء التغذية
قالت هناء الطويل، وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 27 عامًا وتعيش في مخيم النصيرات للاجئين، إنها لم تتمكن من إرضاع طفلها رضاعة طبيعية لأنها لم تكن تحصل على ما يكفيها من الطعام، وكافحت لتوفير حليب أطفال لطفلها البالغ من العمر 13 شهرًا.

وأضافت: "بدأت مشكلة الحصول على الحليب منذ ولادة ابني، إذ لم أتمكن من إرضاعه رضاعة طبيعية بسبب سوء التغذية والضعف العام الذي أعاني منه".

أخبرها الأطباء أن ابنها يعاني من التقزم بسبب سوء التغذية، ولاحظت أنه ينمو بشكل أبطأ من أطفالها الآخرين، الذين بدأوا بالفعل في الكلام والمشي في سنه.

وقالت: "أحاول أن أحتفظ بقطعة خبز صغيرة بجانبي عندما ينام لأنه يستيقظ كثيرًا طالبًا الطعام.. أشعر بالحزن والخوف على أطفالي، أخشى أن يموتوا من الجوع والعطش والمرض".

حيل إنسانية
لجأ الأطباء الذين يدخلون غزة إلى تعبئة علب فردية من حليب الأطفال في أمتعتهم الشخصية، وفي مناسبة واحدة على الأقل، صادرت السلطات الإسرائيلية 10 علب من حليب الأطفال من أمتعة طبيب أمريكي دخل غزة مؤخرًا في مهمة طبية.

وقالت الدكتورة ديانا نزال، وهي جراحة عيون فلسطينية ألمانية ساعدت الطبيب الأمريكي في تعبئة حقائبه بطريقة مقبولة لدى سلطات الحدود الإسرائيلية: "في النهاية، صادروا جميع علب الحليب الذي كان مخصصًا للأطفال الخدج.. ما الذي سيفعله حليب الأطفال ضد أمن دولة إسرائيل؟"

أصبحت تركيبة حليب الأطفال أكثر أهمية مع تفاقم أزمة الجوع في غزة، إذ يواجه ما يقرب من 500 ألف شخص الجوع الكارثي بينما يعاني بقية السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ووفقًا للسلطات الصحية المحلية، استشهد 66 طفلًا فلسطينيًا جوعًا منذ بدء الحرب على غزة.

وأصبح العرض القليل المتوفر باهظ الثمن، فتُباع علبة حليب الأطفال الصناعي بنحو 50 دولارًا أمريكيًا، أي ما يعادل عشرة أضعاف السعر العادي.

تعمد إسرائيلي
في أواخر يونيو، صرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بأن نحو 112 طفلًا يُدخلون يوميًا إلى مستشفيات غزة لتلقي علاج سوء التغذية، مضيفًا أنه يمكن أن "يُسبب سوء التغذية قبل سن الثالثة مشكلات نمو دائمة".

ألقى الأطباء باللوم على الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات في هذا النقص، إذ يمنع جيش الاحتلال دخول جميع شاحنات المساعدات إلى القطاع، باستثناء عدد قليل منها، وهو عدد أقل بكثير مما يؤكد العاملون في المجال الإنساني أنه مطلوب لإطعام السكان.