عمان - أخبار اليوم- ساره الرفاعي
قدمت الدكتورة هلا رمضان المواجدة، استشارية طب الأسرة، رؤى قيمة حول مرض السكري، أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم والمنطقة العربية. أكدت الدكتورة المواجدة أن التعايش مع هذا المرض والعيش حياة طبيعية أمر ممكن تمامًا، بشرط فهمه بشكل صحيح.
افتتحت الدكتورة المواجدة الحلقة بطرح مجموعة من الأسئلة المحورية التي تتبادر إلى الأذهان عند الحديث عن السكري: ما الفرق بين النوع الأول والثاني؟ ما هي أعراضه؟ ولماذا يوصف بـ "العدو الهادئ"؟ وكيف يمكن منع مضاعفاته؟
السكري: فهم أساسيات المرض وأنواعه
شرحت الدكتورة هلا أن السكري هو مرض مزمن ينجم عن ارتفاع مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم، بسبب خلل في إنتاج أو عمل هرمون الأنسولين. ينتج البنكرياس الأنسولين، وهو ضروري لدخول السكر من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة.
تناولت الدكتورة المواجدة الأنواع الرئيسية للسكري:
* النوع الأول (سكري الشباب): يظهر عادة في الطفولة أو المراهقة، وينتج عن هجوم جهاز المناعة على خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين. يتطلب هذا النوع حقن الأنسولين مدى الحياة.
* النوع الثاني: الأكثر شيوعًا، ويظهر غالبًا بعد سن الأربعين، لكنه بدأ ينتشر مؤخرًا بين الشباب والأطفال بسبب نمط الحياة غير الصحي. سببه الرئيسي هو مقاومة الأنسولين أو نقص إنتاجه، ويرتبط بالسمنة وقلة الحركة.
* سكري الحمل: يصيب بعض النساء خلال فترة الحمل، وعادة ما يختفي بعد الولادة، ولكنه يزيد من خطر الإصابة بالسكري لاحقًا.
الأعراض والمضاعفات: لماذا يسمى "العدو الهادئ"؟
نبهت الدكتورة المواجدة إلى أن أعراض السكري من النوع الثاني قد تتطور ببطء وصمت، مما يجعل الكثيرين غير مدركين لإصابتهم. تشمل الأعراض الشائعة:
* العطش الشديد والتبول المتكرر.
* الجوع غير المبرر.
* التعب والإرهاق.
* فقدان الوزن المفاجئ (خاصة في النوع الأول).
* تأخر التئام الجروح وتشوش الرؤية.
وحذرت من المضاعفات الخطيرة لمرض السكري غير المعالج، والتي قد تؤثر على القلب والأوعية الدموية، وتسبب ضعفًا أو فقدانًا للبصر (اعتلال الشبكية السكري)، ومشاكل في الكلى، والتهابات متكررة، وضعف الأعصاب الطرفية، والقدم السكرية.
التعايش مع السكري: خطوات نحو حياة صحية
قدمت الدكتورة هلا المواجدة نصائح عملية للتعايش مع السكري والحفاظ على جودة الحياة:
* الغذاء الصحي: تقليل السكر والكربوهيدرات البسيطة، والتركيز على الحبوب الكاملة، الخضار، والبروتينات، مع تناول وجبات منتظمة ومتوازنة.
* النشاط البدني: ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل خمسة أيام في الأسبوع، لمساعدة الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة.
* الالتزام بالدواء: تناول الأدوية أو الأنسولين حسب توجيهات الطبيب وعدم إيقافها دون استشارته.
* المراقبة المستمرة: فحص مستوى السكر بانتظام في المنزل، وإجراء فحص السكر التراكمي (HbA1c) كل ثلاثة أشهر، مع المراجعة الدورية للطبيب.
* الدعم النفسي والتقبل: التعامل مع السكري كمرض مزمن يتطلب التعايش الإيجابي للحفاظ على التوازن الجسدي والنفسي.
رسالة أمل ووقاية
اختتمت الدكتورة هلا المواجدة حديثها برسالة أمل، مؤكدة أن "السكري ليس نهاية حياة، بل هو بداية أسلوب حياة جديد". كلما ازداد فهمنا للمرض، كان التحكم فيه أسهل. شددت على أهمية الفحص الدوري، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض، أو يعانون من السمنة، أو قلة الحركة.
ودعت الدكتورة هلا المشاهدين إلى مشاركة هذه الحلقة المفيدة مع كل من يهمهم الأمر، مؤكدة أنها قد تكون سببًا في تغيير حياتهم للأفضل. اختتمت بالقول: "شكراً لكم ولإصغائكم لنبض الصحة. موعدنا إن شاء الله في حلقة جديدة وموضوع صحي جديد. دمتم بألف عافية وصحة."