جلسة حوارية لسميحة خريس في المكتبة الوطنية

mainThumb

06-07-2025 02:53 PM

printIcon
أخبار اليوم - عقدت المكتبة الوطنية جلسة نقاشية لمناقشة رواية «بقعة عمياء» للروائية سميحة خريس، بتنظيم من منتدى سيدات عمّان الثقافي، بحضور عدد من الكتّاب والنقاد والمثقفين والمهتمين. وفي مستهل الجلسة، ألقت الشمايلة كلمة افتتاحية نوّهت فيها إلى المسيرة الإبداعية للكاتبة سميحة خريس، مشيدة بدورها الأدبي والثقافي الممتد لعقود، ووصفتها بأنها «صوت نسوي حر وواعٍ، وسرد إنساني عميق يلامس قضايا الوطن والهوية والعدالة والإنسان»، مؤكدة أن خريس لا تكتب الرواية من منظور الترف الجمالي فحسب، بل من منطلق الالتزام بالواقع، والرغبة في كشف الطبقات الاجتماعية والنفسية والثقافية للإنسان العربي. وأضافت أن «خريس ليست مجرد كاتبة رواية، بل مدرسة سردية قائمة بذاتها، تحمل مشروعًا وطنيًا وثقافيًا عميقًا، ينبض بروح الأرض وذاكرة المجتمع، ويعبّر عن وجع الإنسان وأمله في آنٍ معًا" وفي مداخلة نقدية، قدّمت الدكتورة مها العتوم قراءة تحليلية للرواية، مشيرة إلى أن سميحة خريس، في «بقعة عمياء»، تمارس فعل الكتابة بوصفه بحثاً في الوعي الجمعي والفردي، وتسعى من خلاله إلى تقديم صورة بانورامية للواقع العربي المعاصر، كما وصفت الرواية بأنها عمل أدبي اجتماعي بامتياز، يكشف الكثير من المسكوت عنه، ويطرح أسئلة مقلقة حول الذات والمجتمع، عبر تناول شجاع لقضايا المرأة، والطبقة الوسطى، والتغيرات البنيوية في المجتمع. وأضافت العتوم أن الرواية لا تكتفي بوصف الواقع، بل تغوص في عمقه، وتنبش في الطبقات الخفية منه، لتكشف التناقضات الداخلية التي يعيشها الإنسان العربي، خاصة في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وأشارت إلى أن العنوان «بقعة عمياء» يحمل دلالات تأويلية ثرية، فهو يشير إلى ما يتم تجاهله عمدًا في الرؤية المجتمعية، كالنفاق، والفساد، والكبت الاجتماعي، رغم وضوحه الظاهري، وهو ما يجعل الرواية بمثابة مرآة صادمة تضع القارئ أمام الحقيقة التي غالبًا ما يُراد لها أن تُطمس أو تُهمَّش. كما رأت أن براعة الكاتبة تجلّت في قدرتها على الإمساك بتفاصيل الشخصيات، واختيارها لعوالمها بعناية شديدة، بحيث بات كل عنصر في الرواية يخدم البناء الكلي للنص، ويسهم في تعميق دلالاته، لافتة إلى أن الرواية تسير في خط زمني واضح، لكنها تفتح الباب أمام التأملات الفكرية والتاريخية التي تجعل من كل شخصية فيها صوتًا يحمل موقفًا، وقضية، وعمقًا. بدورها، قدّمت إيمان العتوم مداخلة سلطت فيها الضوء على الأبعاد النفسية والرمزية في الرواية، مشيدة بقدرة خريس على المزج بين الواقعي والمتخيل، واللغة الشعرية الوصفية التي تضيف بعدًا جماليًا على السرد دون أن تضعف من واقعيته. ورأت أن الرواية تتحدث بلغة صادقة عن تآكل الطبقة الوسطى، والانزياح القيمي الذي تعانيه المجتمعات العربية، وتتناول عبر شخصياتها أسئلة كبرى تتعلق بالهوية، والانتماء، والعدالة الاجتماعية.