أمل اللحام: المأكولات الشعبية تراث غني بالتفاصيل والحكايات

mainThumb

16-07-2025 11:37 AM

printIcon
أخبار اليوم - تؤكّد الناشطة في التراث الأردني والمأكولات الشعبيّة أمل اللحام غنى المجتمع الأردني بحكاياته وتراثه الشفوي المتوارث من الآباء والأجداد، والذي يجب أن ننبه إليه في خضمّ هذا العصر، متخذةً من التراث زادًا يجب أن يترسّخ لدى الشباب الأردني لتعميق اعتزازهم بالأصالة وحفاظهم على ما تعب من أجله الجيل القديم الذي استطاع أن يحقق بالرغم من قساوة الظروف إبداعات رائعة، كما في المأكولات الشعبيّة التي يروي كلّ نوع منها حكايةً وقصّة وأمثالًا شعبيّة جديرة بالعناية والاهتمام. تقول اللحام، في تعليلة تراثيّة مع «الرأي» إنّ شغفها بهذه القصص ونشأتها في «الرمثا»، ذات التراث الكبير، والحضور الجميل لحوران، جعلها تسير في تعلّم هذه المأكولات الشعبيّة من جدّتها ومن حماتها، بل لقد جعلها هذا الشغف تتنوّع في متابعة الأكلات التراثيّة في كلّ المحافظات الأردنيّة، والتي تتميز كلّ محافظة منها بطبيعتها النباتيّة والشجرية والجبلية والسهلية والساحليّة، مذكّرةً بسهل حوران وما يشتمل عليه من خير وفير تاريخيًّا في القمح، وكذلك جبال عجلون في زيتونها، ومثل ذلك الجنوب والوسط والصحراء الأردنيّة، ليتشكّل لها قاموس وجداني كبير مع التراث الغني لهذه المناطق. واللحام، ذات ثقافة عالية في القصص والأهازيج والمواويل التراثيّة، بل وأسماء الأكلات الشعبيّة وعناصر هذه الأكلات، متمنيةً أن يجد الإنسان نَفَس جدّته وأمّه في طعامه، معربةً عن أسفها لقلّة الدعم المؤسسي لها، مع أنّ مأكولاتها الشعبية لاقت حضورًا مجتمعيًّا كبيرًا. وفي سؤالها، حول مدى إمكانيّة أن تجمع كلّ هذه الثقافة الشعبيّة في كتاب، تقول اللحام إنّ حلمها أكبر من ذلك، وهو أن تتابع زياراتها للمجتمع الأردني، وتقرأ تفاصيله التراثية والشعبيّة في قصص الطعام ومسمّياته، حيث زارت بعض المحافظات، كالمفرق، قريةً قريةً، إذ كان زوجها عسكريًّا تتطلب وظيفته هذا التنقل بين المحافظات، فاكتسبت من ذلك خبرةً في عادات الناس وتقاليدها وظروف طعامها الشعبي. وعن الرمثا، تقول أمل اللحام، إنّ التراث الغنائي وحده كفيل بتأليف العديد من الكتب حول امتداد الأغنية ومعانيها وجماليات غنائها، معززةً ذلك بالحديث عن عبارات ترافق كلّ أكلة، مثل قولهم عن أكلة «المجدّرة": «المجدّرة أكلة السّترة»، ولهذا فالتراث الأردني يسطّر بماء الذهب، ويستحق التعريف به على الفضائيّات في برامج متخصصة تحمل السيرة الشعبيّة والقصص، بما يعزز تراثنا لدى أبنائنا وبناتنا، ويعطي ميزة نسبيّةً لكلّ أكلة. وترى اللحام أنّ البرامج التلفزيونية والفضائيّة التي تقدّم أكلات صباحيّة يوميّة، هي برامج جيّدة، ولكنّها ربما تكون مكرورة، ويجب أن ترافقها برامج تحمل الجانب التراثي، أو تكون مغلّفة بقصص إنسانيّة وتسرد حولها الحكايات وظروفها وأسباب وجودها ومكوناتها، فنحتفي بالتراث، ونقدّم للأجيال ما هو مفيد. وتضيف اللحام إلى ذلك أنّ كثيرًا من مكوّنات الأكلات التلفزيونيّة الصباحية غالية الثمن، كمواد أوليّة، ولهذا فالتسهيل على المشاهدين هو في بيان قيمة المأكولات التراثيّة، من واقع تراثنا الذي يمكن تلخيصه بحلقات حواريّة بسيطة وغنيّة، حيث «الجوع أشهى المقبلات»، كما تقول. بعد وفاة زوجها المهندس، استطاعت اللحام أن تقوم على تربية عائلة تحمل أرقى الشهادات العلمية والوظائف المناسبة، إذ يكمل بعض أبنائها دراسته في أمريكيا، وهي في هذا المشوار، تؤكّد أنّ أبناءها يدركون جيّدًا كم هي مفيدة أكلاتنا الشعبيّة، وأنّها بمثابة الجذور التي تؤكد ارتباط الإنسان بماضيه وانتمائه للأصالة، مهما تقدّمت به وسائل الراحة والرفاهية والتقدّم. فالأجيال يجب أن تعرف كيف يتمّ عمل «الفريكة» مثلًا، كما تقول اللحام، التي شاركت في بازارات خيريّة، وورشات لتدريب النساء على هذه المأكولات. وفي نهاية هذه التعليلة مع «الرأي»، توجّه الناشطة التراثيّة أمل اللحام نصيحتها للأمهات والأجيال، بترديدها المثل الشعبي الذي يحمل مضمونًا ثمينًا، ويقول «اللي أمّه خبّازة ما يموت من الجوع».