الخوالدة .. شاب أردني يحوّل الألم إلى ابتكار ويصعد للعالمية

mainThumb

25-11-2025 09:58 AM

printIcon
أخبار اليوم - في إنجاز عربي لافت، رسّخ الشاب الأردني سوار الخوالدة حضوره بين أبرز صناع التغيير الشباب عالميًا بعد اختياره ضمن قائمة "Misk 20 Under 30" في منتدى مسك العالمي 2025، أحد أكبر المنصات الدولية الداعمة للقيادات الشابة والتابعة لمؤسسة مسك بقيادة ولي عهد المملكة العربية السعودية سمو الأمير محمد بن سلمان. اختيارٌ لم يأتِ من فراغ، بل كان تتويجًا لمسيرة مفعمة بالعطاء، بدأت من الألم الشخصي وانتهت بابتكارٍ يُحدث ثورة في الرفاهية النفسية الرقمية. من "جرعة أمل" إلى مشروع عربي يعالج بالأمل بدأت رحلة الخوالدة عام 2019 عندما أطلق مبادرة "جرعة أمل" لدعم مرضى السرطان نفسيًا، مقدمًا لهم أنشطة علاجية وترفيهية ومساحات آمنة للتعافي خلال وقت قصير وصلت المبادرة إلى أكثر من 3 آلاف مريض، لتصبح نموذجًا ملهمًا للعلاج بالإنسانية. ومع نهاية 2024، أدرك الخوالدة أن الحاجة للدعم النفسي تتجاوز فئة المرضى، فوسّع المبادرة لتتحول إلى منصة تقدّم برامج رفاهية نفسية مبسّطة تشمل جلسات علاجية مبتكرة، وبرامج مخصّصة للشركات، وأدوات لتحسين جودة الحياة اليومية. هذا التحول النوعي أطلق شرارة تأسيس شركة (PSYAI)، أول شركة عربية تجمع بين الصحة النفسية والذكاء الاصطناعي. وخلال زمن قياسي، حققت الشركة حضورًا مرموقًا، فاختيرت ضمن تحدي مؤسسة الأصفري للابتكار الاجتماعي، كما فازت بـ هاكاثون حلول المستقبل 2025. وتعمل الشركة على تطوير مساعد نفسي ذكي قادر على فهم مشاعر المستخدم، وتقديم تمارين يومية، وتوفير دعم نفسي فوري، بهدف كسر الوصمة المرتبطة بطلب المساعدة النفسية وجعل الرعاية النفسية جزءًا طبيعيًا من الحياة اليومية. يحمل الخوالدة درجة البكالوريوس في علم النفس التطبيقي من جامعة البلقاء التطبيقية بتقدير امتياز، وخلال دراسته عمل كمساعد باحث في علوم النفس والحاسوب. شارك في تطوير نماذج حسابية لتحليل بيانات نفسية وطبية، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالاضطرابات النفسية، ونشر أبحاث علمية محكّمة في مجلات دولية. كما شغل منصب رئيس الجمعية الطلابية وقاد أنشطة طلابية وتطوعية أظهرت مبكرًا شخصيته القيادية. تم اختيار الخوالدة ضمن أفضل 20 قائدًا عالميًا تحت سن 30 يعكس الأثر الذي صنعه خلال سنوات من العمل المجتمعي والابتكاري، ويضع الأردن في موقع متقدم في مجال الصحة النفسية الرقمية. وقال الخوالدة لـ "الرأي" إن هذا التكريم هو “محطة جديدة للتوسع عالميًا وتطوير حلول قادرة على الوصول لكل فرد يحتاج الدعم دون حواجز أو وصمة”، مضيفًا: “أحلم بخلق بيئة تساعد الأفراد على الوصول للرفاهية النفسية وتحسين جودة حياتهم مستفيدين من قوة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”. ويؤمن الخوالدة بأن المستقبل يحمل فرصًا هائلة لبناء شركات عربية قادرة على المنافسة عالميًا، خاصة في قطاع الصحة النفسية الرقمية الذي يشهد نموًا غير مسبوق. ويعمل على بناء شراكات إقليمية ودولية لتحقيق انتشار أوسع وحلول مبتكرة تخدم المنطقة والعالم. بهذه الروح الريادية، يواصل سوار الخوالدة رحلته لتغيير مفهوم الرفاهية النفسية، وتحويل الأمل إلى واقع، والابتكار إلى أثر عالمي. (الرأي - غدير السعدي)