الدوحة - أخبار اليوم
أعلنت قطر الشروع في تعويض المتضررين من سقوط شظايا اعتراض الصواريخ الإيرانية التي استهدفت القاعدة الأمريكية في العديد وتسببت في استنكار شديد اللهجة من الدوحة.
وكشفت وزارة الداخلية القطرية في أحدث تصريح، أن الإجراءات تشمل المواطنين والمقيمين، وتغطي الأضرار في المنشآت (سكنية، صناعية، تجارية) والسيارات.
وحددت وزارة الداخلية القطرية التدابير اللازمة لتقديم ملف التعويض، الذي يتطلب توثيق الأضرار ببلاغ رسمي لدى الجهات الأمنية، حيث يتم لاحقاً التواصل مع المتضررين عبر مجلس الدفاع المدني.
وفي قرار رسمي اطلعت عليه “القدس العربي”، كشفت السلطات أنه يمكن تقديم طلب التعويض عبر تطبيق “مطراش” خلال يومين من الإعلان.
وجاء القرار بحسب السلطات الرسمية تنفيذا لتوجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعلن عنه عقب اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع المدني، برئاسة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية، وقائد قوة الأمن الداخلي “لخويا”، ورئيس مجلس الدفاع المدني. وشارك في الاجتماع ممثلو الجهات المختصة، وذلك بهدف تحديد وتقييم الأضرار الناجمة عن اعتراض الصواريخ الإيرانية وتعويض المتضررين من المواطنين والمقيمين.
وأوضحت وزارة الداخلية القطرية في بيان، أن المجلس اطّلع على التدابير العاجلة التي سبق اتخاذها، واعتمد آليات محددة دخلت حيز التنفيذ مباشرة، لضمان سرعة تنفيذ تلك التوجيهات السامية والإسهام في معالجة آثار ذلك الحدث.
وأعلنت طهران، يوم 23 يونيو/ حزيران الماضي بدء ما أسمتها “عمليات بشائر الفتح” ضد قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر.
وأبلغت إيران الولايات المتحدة الأمريكية عبر قناتين دبلوماسيتين قبل ساعات من شنها هجمات على قطر، وأبلغت الدوحة أيضا. وأكدت إيران عبر الحرس الثوري أن الهجوم لا يستهدف الشقيقة قطر، بل هو رسالة إلى القوات الأمريكية.
وأكدت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض هجمة صاروخية استهدفت قاعدة “العديد” الجوية. وأضافت أنه “وبفضل الله ويقظة عناصر القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات”. وجددت التأكيد على أن أجواء وأراضي دولة قطر آمنة، وأن القوات المسلحة القطرية على أهبة الاستعداد دائما للتعامل مع أي خطر.
وأدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة الهجوم الإيراني، واعتبرته انتهاكا لسيادتها، وشددت على احتفاظها بحق الرد.
وأكدت “أن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرّها إلى نقاط ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين”، ودعت إلى “وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار”.
وأدان مجلس التعاون الخليجي الهجوم الإيراني على قطر، بينما قالت السعودية إنها تدين بأشد العبارات هجوم إيران في قطر، وتصفه بأنه “انتهاك صارخ” للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وتؤكد أنه أمر مرفوض ولا يمكن تبريره.
وكانت السلطات القطرية قد أعلنت في وقت سابق إغلاق المجال الجوي بشكل مؤقت.
وبعد ساعات من الحدث، أكدت قطر أنها سيطرت على الهجوم الذي تعرضت له من إيران، وتوجيه 19 صاروخاً، تم اعتراضها باستثناء واحد سقط في القاعدة الأمريكية في قطر، مع طمأنة السكان بعودة الحياة لمسارها الطبيعي، وشددت على عدم الاستجابة لأية رسائل غير دقيقة.
ومؤخراً أظهرت صور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية أن هجوما إيرانيا على قاعدة العديد الأمريكية في قطر أصاب قبة مثلثية تضم معدات يستخدمها الأمريكيون للاتصالات الآمنة.
وأقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شون بارنيل، بأن صاروخا باليستيا إيرانيا أصاب القبة. وجاء الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية خارج العاصمة القطرية الدوحة ردا على القصف الأمريكي لثلاثة مواقع نووية في إيران، كما أنه أعطى الجمهورية الإسلامية سبيلا لانتقام أدى سريعا إلى وقف إطلاق النار، بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما وضع حدا للحرب بين إيران وإسرائيل والتي استمرت 12 يوما.
ولكن الهجوم الإيراني لم يسبب أضرارا كبيرة، وقد يرجع ذلك إلى حقيقة أن الولايات المتحدة قامت بنقل طائراتها من القاعدة، التي تضم المقر الأمامي بالقيادة المركزية للجيش الأمريكي، قبل الهجوم.