أخبار اليوم - لم يكن الطفل زاهر ناصر شامية (16 عامًا)، من مخيم جباليا، يدرك أن لعبه بالقرب من مخيم حلاوة شمال شرقي قطاع غزة سيكون آخر لحظات حياته، بعد أن أصيب برصاصة أطلقها قنّاص إسرائيلي متمركز في المنطقة، وفق إفادات سكان محليين.
وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بإصابته وتركه ينزف على الأرض، بل تقدّمت آلية عسكرية إسرائيلية نحو مكانه ودهسته، ما أدى إلى انشطار جسده إلى نصفين، قبل أن يُنقل جثمانه بصعوبة إلى مجمع الشفاء الطبي.
وقال أحد النازحين المقيمين في مخيم حلاوة إن قنّاص جيش الاحتلال استهدف الطفل أثناء لعبه قرب المخيم، ثم منع السكان من الاقتراب منه أو إسعافه، قبل أن تتجاوز آلية إسرائيلية ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" وتتقدّم نحوه وتدهسه.
وأكد شاهد آخر، يُدعى محمد أبو وردة، من سكان مخيم حلاوة، أن قوات الاحتلال تطلق النار يوميًا باتجاه المنطقة الواقعة غرب "الخط الأصفر"، رغم تصنيفها "مناطق آمنة".
وأضاف أبو وردة لـ "فلسطين أون لاين" أن الجيش الإسرائيلي يتعمّد استهداف المدنيين قبل وصولهم إلى الخط، مستشهدًا بما جرى مع الطفل شامية.
وأوضح أن الاحتلال وسّع نطاق "الخط الأصفر" من خلال إزالة المكعّبات الإسمنتية الصفراء ودفعها غربًا عدة أمتار، بالتزامن مع أعمال حفر وتمشيط في المنطقة.
من جهته، قال إبراهيم مقاط، من سكان المنطقة الشرقية لبركة الشيخ رضوان، إن قوات الاحتلال لا تتوقف عن استهداف المواطنين حتى داخل المناطق التي تصنّف "آمنة"، ما يؤدي إلى وقوع إصابات متكررة وخطيرة.
وأشار إلى أن آليات الاحتلال تواصل عمليات هدم ونسف المنازل شرق "الخط الأصفر"، وهي مناطق ينتشر فيها الجيش بكثافة، لافتًا إلى أن شظايا التفجيرات تصل في كثير من الأحيان إلى خيام النازحين.
كما أكد أن الاحتلال يتعمّد مضايقة السكان والنازحين، عبر استهداف محيط خيامهم أو التسبب بانهيارها جرّاء القصف والشظايا، في محاولة لدفعهم إلى النزوح القسري من تلك المناطق.
ويمتد ما يسمى "الخط الأصفر" على طول قطاع غزة، بعمق يتراوح بين 2 و7 كيلومترات، ويستولي فعليًا على نحو 52% من مساحة القطاع عبر تصنيفها مناطق قتالية خطرة خاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويبدأ الخط من شمالي القطاع مرورًا بالوسط وصولًا إلى أطراف مدينة رفح جنوبًا، حيث يتمركز جيش الاحتلال في مناطق تشمل شرق مدينة غزة (الشجاعية، التفاح، الزيتون)، إضافة إلى بيت حانون وبيت لاهيا شمالًا، ومناطق شرق خان يونس ورفح جنوبًا.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2025 ظهرت مشاهد تُظهر بدء وضع مكعّبات إسمنتية صفراء خارج الخط لتمييز حدوده ميدانيًا. ووفق خرائط الانسحاب المنشورة، يحتفظ الاحتلال بسيطرة تتراوح بين 50% و58% من مساحة قطاع غزة.
واستشهد، أمس، ثلاثة مواطنين، بينهم سيدة وطفل، جراء استهدافهم من قبل جيش الاحتلال في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة.
ويواصل الاحتلال خروقاته المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في غزة منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رغم المناشدات الدولية المتكررة بضرورة حماية المدنيين.