محمد بسام القرالة
في مثل هذه الأيام قبل 63 عاماً، ولدت فكرة الجامعة الأردنية، ولم تكن مجرد مبنى يضم قاعات ومحاضرات، بل كانت مشروع دولة ورؤية قيادة؛ لتأسيس صرح علمي يُخرج الأجيال ويبني الوطن. منذ عام 1962 وحتى اليوم، بقيت “أم الجامعات” علامة فارقة في مسيرة التعليم العالي الأردني، وبيتًا أولًا للعلم والمعرفة، ومدرسةً للوطنية والمسؤولية.
خلال العقود الماضيه، تخرج من قاعاتها عشرات الآلاف من القادة، من وزراء وسفراء وقضاة وأطباء ومهندسين ومعلمين وإعلاميين، ممن حملوا علمها وأفكارها إلى كل مكان، وأسهموا في بناء الدولة الأردنية الحديثة وتعزيز مكانتها عربيًا ودوليًا. لم تكن الجامعة الأردنية يومًا مجرد مؤسسة أكاديمية؛ بل منصة للتفكير والنقد البنّاء، وميدانًا لصناعة القرار وصياغة الرأي العام، ومساحةً لتلاقي الأفكار والطموحات. واليوم، ونحن نستذكر هذا الإرث الكبير، نرى الجامعة الأردنية تدخل مرحلة جديدة من التطوير والتحديث، تُعيد فيها رسم أولوياتها بما يتناسب مع متغيرات العصر ومتطلبات سوق العمل، فتفتح أبوابها للتخصصات الحديثة، وتستثمر في البحث العلمي، وتعمل على تخريج جيلٍ يمتلك المهارة بقدر ما يمتلك المعرفة. هذه المناسبة ليست مجرد احتفال بذكرى، بل هي وقفة تأمل وفخر: كيف انطلقت من فكرة لتصبح جامعة بحجم الوطن؟ وكيف ستبقى على العهد، تُخرّج الأجيال وتحمل رسالة الأردن نحو المستقبل؟ في كل ركن من أركانها قصة نجاح، وفي كل دفعة تخرجت منها بصمة تركت أثرها في الدولة والمجتمع.
ستظل الجامعة الأردنية “أم الجامعات” الأردنية، رمزًا للعلم، ومنارةً للفكر، وجسرًا بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وسيبقى اسمها مقرونًا دائمًا بكل من يحمل الحلم والطموح ويرى في العلم طريقًا للنهوض بالأردن وبالأمة….