(أخبار اليوم – تالا الفقيه)
كثير من الأطفال اليوم، إذا سألتهم عن وجبتهم المفضلة، سيجيبونك بلا تردد: "الإندومي". وجبة سهلة وسريعة التحضير، بطعمها الزاكي الذي يجذبهم، لكنها تخفي وراء بساطتها مخاطر صحية لا يستهان بها على المدى الطويل.
توضح أخصائية التغذية م. روان القرالة أن مكونات الإندومي أبعد ما تكون عن وجبة غذائية متكاملة. فالمكرونة نفسها مصنوعة من دقيق أبيض مكرر، فقير بالألياف والفيتامينات، ويضاف إليها مركب يُسمى "بروفيلين جلايكول" للمحافظة على الرطوبة ومنع العفن، ومع كثرة الاستخدام يؤثر سلبًا على الكبد والكلى.
كما أن المكرونة تُقلى بزيت نخيل مهدرج قبل تعبئتها، ما يرفع نسبة الدهون غير الصحية. أما المشكلة الأكبر فتكمن في أكياس التوابل المرفقة، حيث تحتوي على كميات عالية من الصوديوم تكفي أحيانًا لتغطية نصف – أو أكثر – من احتياج الطفل اليومي من الملح. إضافة إلى مادة "إم إس جي" المحسنة للطعم، التي قد تسبب الصداع أو الخمول أو فرط الحركة لدى بعض الأطفال، إلى جانب المنكهات والألوان الصناعية. وحتى كيس الزيت المرفق لا يخلو من ضرر، إذ يحتوي غالبًا على زيوت نباتية مهدرجة مع منكهات صناعية.
وبحسب القرالة، فإن الإفراط في تناول الإندومي يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة لكونها عالية السعرات وفقيرة بالفائدة الغذائية، كما ترفع ضغط الدم عند الأطفال بسبب الصوديوم الزائد، وتُشعرهم بالخمول وضعف التركيز لافتقارها إلى الطاقة الغذائية الحقيقية. والأخطر من ذلك أنها تعود الأطفال على المنكهات الصناعية، فتجعلهم يرفضون الأكل الصحي.
وختمت القرالة بالتأكيد على أن الإندومي ليست وجبة غذائية متكاملة، بل مجرد نشويات مكررة ودهون وملح ومنكهات، مشيرة إلى إمكانية تناولها أحيانًا على فترات متباعدة، ولكن لا يجوز أن تتحول إلى عادة يومية. والبديل الصحي هو المكرونة من الحبوب الكاملة مع الخضار أو البروتين كالدجاج أو اللحم، لضمان أن يحصل الأطفال على وجبة لذيذة ومفيدة في الوقت ذاته.