لا تقم بإعادة ارسال الصور والفيديو ((كن حارساً للحقيقة الرقمية))

mainThumb
لا تقم بإعادة ارسال الصور والفيديو ((كن حارساً للحقيقة الرقمية))

14-10-2025 11:21 AM

printIcon

أخبار اليوم - في زمن باتت فيه الحقيقة تُصنع رقمياً، لم يعد كل ما نراه أو نسمعه يعكس الواقع بالضرورة. بضغطة زر، يمكن لأي شخص اليوم توليد فيديو أو صورة تجعلك تصدّق أن مسؤولاً أدلى بتصريح مثير أو أن حدثاً جللاً وقع، بينما لم يحدث أيٌّ من ذلك فعلياً. هذه هي تقنية «التزييف العميق» (Deepfake)، الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي.


التزييف العميق: من الابتكار الفني إلى أداة التضليل

بدأت تقنيات التزييف العميق كأداة فنية تُستخدم في السينما والألعاب لتحسين جودة المحتوى، لكنها تحوّلت تدريجياً إلى وسيلة لتضليل الجمهور وتشويه السمعة وإثارة الفتن السياسية، بل وإحداث انقسامات مجتمعية. وتشير التقديرات الحديثة إلى أن الفيديوهات المزيفة في سياقات سياسية أو اجتماعية تتجاوز 15%، بينما تشكّل المقاطع الإباحية المزيّفة أكثر من 90% من المحتوى المصنوع بهذه التقنية.


الخطر الحقيقي… في إعادة الإرسال

كل مرة تضغط فيها على زر «إعادة إرسال»، قد تساهم دون قصد في نشر كذبة رقمية تُشعل جدلاً أو تلحق الضرر بشخص بريء. الفيديو أو الصورة التي تصلك قد تكون:

معدلة رقمياً لإثارة الغضب أو السخرية.

منزوعة من سياقها الزمني أو المكاني.

أو منشأة بالكامل بالذكاء الاصطناعي دون وجود أي حدث حقيقي.

هنا تكمن الخطورة: ليست فقط فيمن صنع التزييف، بل في سلسلة إعادة الإرسال التي تمنحه الحياة والتأثير.


كيف تتحقق من المحتوى قبل المشاركة؟

تحقق من المصدر: هل الحساب أو الجهة موثوقة؟

ابحث عن نفس المقطع في وسائل إعلامية رسمية.

افحص العلامات البصرية مثل تغيّر الظلال أو حركات الفم غير المتناسقة.

استخدم أدوات كشف التزييف العميق مثل Deepware Scanner أو Microsoft Video Authenticator.

تذكّر دائماً: السؤال قبل الإرسال مسؤولية، والمشاركة أمانة.


مسؤوليتنا المجتمعية

في عصر الذكاء الاصطناعي، أصبحت الثقة العملة الأثمن. نحن بحاجة إلى ثقافة رقمية جديدة تقول بوضوح: «توقف، تحقق، ثم قرّر». هذه الثقافة تُبنى ليس بالقوانين وحدها، بل بالوعي الفردي والمسؤولية الجماعية. المواطن الرقمي اليوم هو خط الدفاع الأول ضد التضليل، وشريك فاعل في بناء بيئة رقمية آمنة وموثوقة.

ربما لا يمكننا منع التزييف العميق من الوجود، لكن يمكننا الحد من انتشاره وتأثيره. لذلك، في المرة القادمة التي تصلك فيها صورة أو فيديو مثير للدهشة أو الغضب، تذكّر: «توقف! ولا تُعد الإرسال». الحقيقة تستحق لحظة تفكير قبل أن تضغط على زر المشاركة.