أخبار اليوم – أكد القيادي في حركة حماس والمسؤول الإعلامي وليد الكيلاني في مقابلة مع الإعلامي طوني خليفة عبر قناة “المشهد” أن الحركة لن تتخلى عن سلاحها ما دام الاحتلال قائمًا، مشيرًا إلى أن هذا السلاح “مرتبط بوجود الدولة الفلسطينية، وأي شعب تحت الاحتلال من حقه أن يقاومه”، على حد قوله.
وأوضح الكيلاني أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ تضمّن “مرحلة أولى” شملت انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، بينما أُجّل النقاش حول مستقبل السلاح ومن سيحكم القطاع إلى مرحلة لاحقة. وأضاف: “موقف المقاومة واضح؛ ما دام هناك احتلال، فالمقاومة مستمرة.”
وردّ الكيلاني على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تحدّث فيها عن “تسليم حماس سلاحها قريبًا”، بالقول إن الحركة ترفض نزع سلاحها بالقوة أو بالعنف، معتبرًا أن هذه التصريحات “لا تغيّر من واقع أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت احتلال يفرض عليه الدفاع عن نفسه”.
وأشار إلى أن الاتهامات التي وُجّهت لحماس بعد نشر مقاطع تظهر إعدام أشخاص في الشوارع بتهمة العمالة “تمّت بعد تحقيقات قانونية وأمنية دقيقة”، مؤكدًا أن من نُفذ بحقهم الحكم “تورّطوا في قضايا أمنية، وكانوا سببًا في مقتل مدنيين وصحفيين، من بينهم الشهيد صالح الجعفراوي”. وقال إن هذه الإجراءات “حظيت بتأييد واسع داخل القطاع لأنها جاءت بعد خيانة واضحة”.
وبشأن مستقبل غزة بعد وقف الحرب، أوضح الكيلاني أن حماس لا تصرّ على الحكم، وأن الفصائل الفلسطينية اتفقت خلال لقاءات القاهرة وبكين على أن تتولى لجنة تكنوقراط من أبناء القطاع إدارة المرحلة المقبلة، بدعم ومشاركة جميع الفصائل، مؤكّدًا أن الأمن “سيكون بيد هذه اللجنة بالتنسيق مع القوى الفلسطينية”.
وحول ملف إعادة الإعمار، شدّد الكيلاني على أن الوسطاء العرب – مصر وقطر وتركيا – إضافة إلى الإدارة الأمريكية، تعهّدوا بالمضي في إعادة إعمار غزة “بغض النظر عمّن يحكمها أو من يحتفظ بالسلاح”، داعيًا إلى “فصل ملف الإعمار عن القضايا السياسية”.
وعلّق على الجدل بشأن علاقة حماس مع حزب الله بعد الحرب، قائلاً إن العلاقة “استراتيجية ومتينة”، موضحًا أن عدم ذكر الحزب في البيان الأول للشكر كان “لأن الشكر في ذلك البيان اقتصر على الوسطاء في اتفاق وقف النار، وقد تم شكر حزب الله لاحقًا في خطاب رسمي للدكتور خليل الحية”.
وفيما يتعلق بإمكانية توسّع المواجهة في المنطقة، أشار الكيلاني إلى أن “العدو الإسرائيلي يتربص بالجميع”، وأن أي اعتداء جديد على لبنان “قد يفتح جبهة جديدة”، لكنه أضاف أن “كل معركة تُقدّر بظروفها”، موضحًا أن المقاومة الفلسطينية “ستقف إلى جانب كل من يتعرض للعدوان بما تملك من إمكانيات”.
وختم الكيلاني بالقول إن الشعب الفلسطيني “قدّم تضحيات جسيمة على مدار 77 عامًا، وصمد لعامين تحت أعتى أشكال الحصار والقصف، ولم يرفع الراية البيضاء”، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون “مرحلة وحدة وطنية فلسطينية حقيقية، لأن العدو لا يفرّق بين فصيل وآخر”.