(أخبار اليوم – تالا الفقيه)
أكدت الناشطة في مجال حقوق الحيوان إيمان حمدان أن الكلاب الضالة ليست هي من اختارت أن تكون كذلك، بل إن المجتمع هو من تركها دون رعاية أو اهتمام، مشيرة إلى أن كثيرًا من الناس لا يرون في الكلاب سوى الخطر، متناسين أن لكل كلب قصة مختلفة قد تختصر معاناة وصمتًا لا يُسمع.
وقالت حمدان في حديثها لـ"أخبار اليوم" إن الحضارة تبدأ حين نتوقف عن إيذاء الكائنات التي لا تملك الدفاع عن نفسها ولا صوت لها، مؤكدة أن الشكاوى المتزايدة من المواطنين ضد الكلاب الضالة لا تعني الخلاص منها، بل تستوجب حلولًا مستدامة قائمة على التعايش والرحمة، مشددة على ضرورة أن تعترف الجهات الرسمية بأن المشكلة دائمة وليست مؤقتة، ما يتطلب خطة واضحة لإدارتها.
وأضافت أن من أنجح الحلول البسيطة أن تعتمد كل بلدية في نطاقها موقعًا محددًا كمكب للنفايات أو قطعة أرض بعيدة عن التجمعات السكنية لتكون مقرًا للكلاب الضالة، بحيث تُقام فيها مأوى مفتوح وتُنسّق الجهود مع المطاعم والمسالخ وشركات الدواجن لتوفير بقايا الطعام والفواكه لها، إلى جانب توفير أحواض للمياه.
وأوضحت حمدان أنها طبّقت هذه الفكرة فعليًا في منطقة الصفاوي على طريق بغداد، حيث جرى بناء أحواض إسمنتية وأخرى بلاستيكية مختلفة الأحجام لتزويد الكلاب بالماء، إضافة إلى إنشاء غرف حجرية باستخدام الحجر البركاني الأسود (البازلت) لحمايتها من الشمس والمطر. وأشارت إلى أن النتائج كانت مذهلة، إذ أصبحت الكلاب أكثر ألفة وهدوءًا، ولم تسجّل أي حالات هجوم منذ أكثر من أربعة أشهر من بدء المبادرة.
وبيّنت أن الكلاب تملك حاسة شم قوية تفوق الإنسان بخمسين ضعفًا، ويمكنها تمييز رائحة الطعام على بُعد 18 كيلومترًا، ما يجعلها تتجمّع تلقائيًا في مواقع التغذية دون الحاجة إلى ملاحقتها أو إيذائها.
وطالبت حمدان في ختام حديثها بتضمين مناهج المدارس دروسًا حول الرفق بالحيوان والرحمة به، وتعديل قانون حماية الحيوان بحيث تُشدّد العقوبات على من يعذب أو يقتل الحيوانات بغير حق، مؤكدة أن الإطعام والرعاية هما السبيل الحقيقي لإنهاء الخطر، فـليس كل كلب ضالًّا شرسًا، ولا كل كلب خطرًا على الإنسان.