أخبار اليوم - انضمّ البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد، إلى قائمة تاريخية تضمّ أبرز حراس المرمى الذين حموا عرين الميرينجي على مرّ العصور، بعد أن وصل إلى المباراة رقم 300 بقميص النادي الملكي في مختلف البطولات المحلية والقارية.
وشارك كورتوا أساسيًا في تشكيل ريال مدريد أمام يوفنتوس، مساء اليوم الأربعاء، على ملعب سانتياجو برنابيو، وساهم في فوز الفريق الملكي بهدف دون رد، ضمن الجولة الثالثة من مرحلة المجموعة بدوري أبطال أوروبا.
وأحرز هدف اللقاء الوحيد النجم الإنجليزي جود بيلينجهام، في الدقيقة 57، ليرفع ريال مدريد رصيده إلى 9 نقاط في المركز الخامس، بينما تجمّد رصيد يوفنتوس عند نقطتين، في المركز الخامس والعشرين.
وبحسب شبكة "أوبتا" للإحصائيات، رفع كورتوا رصيده إلى 300 مشاركة مع ريال مدريد، ليصبح رابع أكثر حارس ظهورًا في تاريخ النادي، خلف الأساطير إيكر كاسياس (725 مباراة)، باكو بويو (456 مباراة)، وميجيل أنخيل (346 مباراة).
بهذا الإنجاز، يواصل كورتوا تثبيت مكانته كأحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة الميرينجي، وأحد أبرز الحراس في تاريخ اللعبة الحديث.
تيبو كورتوا.. من جينك إلى مجد مدريد
يُعدّ تيبو كورتوا أحد أبرز حراس المرمى في كرة القدم الحديثة، بفضل مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات والتحديات، جعلته من أكثر اللاعبين ثباتًا وتأثيرًا في مركزه خلال العقد الأخير. وُلد كورتوا عام 1992 في مدينة بريلن البلجيكية، وبدأ مسيرته الاحترافية مبكرًا مع نادي جينك، حيث خطف الأنظار بأدائه اللافت رغم صغر سنّه، وساهم في تتويج فريقه بلقب الدوري البلجيكي موسم 2010-2011.
بعد هذا التألق، انتقل كورتوا إلى تشيلسي عام 2011، لكن تمت إعارته مباشرة إلى أتلتيكو مدريد لاكتساب الخبرة، وهناك وجد البيئة المثالية لصقل موهبته تحت قيادة المدرب دييجو سيميوني. خلال ثلاثة مواسم مع الفريق المدريدي، تحوّل إلى أحد أفضل الحراس في أوروبا، وساهم في التتويج بلقب الدوري الإسباني موسم 2013-2014، والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في العام ذاته أمام ريال مدريد.
عاد كورتوا إلى تشيلسي في صيف 2014 وأصبح الحارس الأساسي للفريق على حساب الأسطورة بيتر تشيك. ومع البلوز، فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين (2015 و2017)، إضافة إلى كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي، ليعزز مكانته كأحد نخبة حراس العالم.
في صيف 2018، انتقل إلى ريال مدريد في خطوة وُصفت بالمصيرية، إذ واجه بداية صعبة بسبب الضغوط والمنافسة مع كيلور نافاس، لكنه سرعان ما فرض نفسه حارسًا أول بلا منازع.
ومع مرور المواسم، أصبح ركيزة أساسية في منظومة الميرنجي، وساهم في تحقيق بطولات كبرى أبرزها دوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الإسباني ثلاث مرات، وكأس السوبر الأوروبي والإسباني، وكأس العالم للأندية.
أفضل نسخة في أوروبا
قدّم كورتوا موسمًا استثنائيًا عام 2021-2022، حين تألق في كل مراحل دوري الأبطال، وكان البطل الحقيقي في النهائي أمام ليفربول بعد سلسلة من التصديات الأسطورية، لينال جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية.
تلك الأمسية في باريس، رسّخت صورته كأحد أعظم الحراس في تاريخ ريال مدريد، وكمثال يُحتذى في الصبر والتطور والالتزام.
عقلية ثابتة وشخصية قيادية
يتميّز كورتوا بقدرات استثنائية، تجمع بين الطول الفارع وردّ الفعل السريع والهدوء تحت الضغط، ما يجعله من أكثر الحراس إتقانًا للتعامل مع المهاجمين في المواقف الفردية. كما يُعرف بذكائه التكتيكي وقدرته على توجيه خط الدفاع بثقة، وهو ما أكسبه احترام زملائه والمدربين على حدّ سواء.
وعلى الصعيد الدولي، مثّل كورتوا منتخب بلجيكا منذ عام 2011، وكان أحد أبرز نجوم مونديال روسيا 2018، حيث قاد منتخب بلاده للمركز الثالث، ونال جائزة "القفاز الذهبي" كأفضل حارس في البطولة، بعد أداء مذهل ضد البرازيل وإنجلترا.
الاستعداد للكلاسيكو
يستعد ريال مدريد لمواجهة غريمه وضيفه برشلونة، يوم الأحد المقبل على ملعب سانتياجو برنابيو، في الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
ويسعى الفريق الملكي، بقيادة المدرب تشابي ألونسو، لتحقيق الفوز مدعومًا بتألق كورتوا وعاملي الأرض والجمهور، لتوسيع الفارق في الصدارة إلى 5 نقاط، إذ يملك ريال مدريد 24 نقطة في المركز الأول، مقابل 22 لبرشلونة الوصيف.
وفي الوقت الحالي، لا يُنظر إلى تيبو كورتوا كحارس عادي، بل كرمز للعصر الذهبي الحديث لريال مدريد، وكنموذج للحارس العصري الذي يجمع بين الصلابة الذهنية، والذكاء التكتيكي، والقدرة على صناعة الفارق في اللحظات الكبرى.
بهذه الصفات كتب البلجيكي اسمه بحروف من ذهب، في تاريخ الميرينجي وكرة القدم العالمية.
يتميّز كورتوا أيضًا بجانب إنساني واضح خارج الملعب، إذ يُعرف بتواضعه ودعمه للمواهب الشابة داخل ريال مدريد، حيث يحرص دائمًا على توجيه النصائح لحراس الأكاديمية.
كما أظهر الحارس البلجيكي روحًا قيادية كبيرة، خلال فترات إصابته الطويلة، إذ ظل قريبًا من الفريق في غرف الملابس وخارجها. ويؤكد زملاؤه أنه مثال للشخصية الهادئة والمنضبطة داخل النادي، ما يجعله نموذجًا للاحتراف والالتزام الكامل بقيم ريال مدريد.