إندريك يخضع لرغبة ريال مدريد

mainThumb
إندريك يخضع لرغبة ريال مدريد

25-10-2025 01:25 PM

printIcon

أخبار اليوم - يبدو أن المهاجم البرازيلي الشاب إندريك بات أمام مفترق طرق حاسم في مسيرته مع ريال مدريد، بعدما فتح الباب أمام فكرة الرحيل المؤقت خلال سوق الانتقالات الشتوي المقبل، في خطوة تهدف إلى الحصول على دقائق لعب أكثر واستعادة نسق المباريات، دون أن يتخلى عن حلمه الكبير بالنجاح مع النادي الملكي في المستقبل القريب.

ووفقاً لصحيفة "آس" الإسبانية، فإن اللاعب البرازيلي البالغ من العمر 19 عاماً بات يدرك أنه خارج حسابات المدرب تشابي ألونسو في الوقت الراهن، إذ لم يشارك في أي مباراة منذ انطلاق الموسم رغم جاهزيته البدنية. الأمر الذي دفعه إلى منح وكيل أعماله الضوء الأخضر للاستماع إلى عروض الإعارة المحتملة في يناير المقبل.

ورغم هذه الخطوة، فإن نية إندريك لا تتجه إلى الرحيل النهائي، بل يسعى إلى خوض تجربة مؤقتة تمكّنه من التطور واكتساب الخبرة اللازمة قبل العودة مجدداً إلى سانتياغو برنابيو في وقت لاحق.

بحث عن فرصة خارج إسبانيا

تؤكد الصحيفة أن إندريك يفضل أن تكون وجهته القادمة خارج الدوري الإسباني، إذ لا يشعر بالراحة تجاه فكرة تمثيل نادٍ منافس داخل الليجا. كما يرى أن مستقبله الحقيقي يظل مرتبطاً بريال مدريد، لكنه في الوقت الحالي بحاجة إلى بيئة تمنحه دقائق لعب منتظمة تساعده على التطور الذهني والفني.

ويُدرك اللاعب أن عليه القتال لحجز مكانه في أي نادٍ ينتقل إليه، لكنه يعتبر أن أولوية المرحلة المقبلة هي المشاركة المستمرة، حتى لو كانت على حساب ظهوره في البطولات الأوروبية الكبرى مثل دوري الأبطال. ومع ذلك، فهو يرى أن المشاركة في البطولة القارية قد تمثل تجربة مثالية لصقل موهبته وتطوير مستواه أمام أندية النخبة.

ومنذ تعافيه من الإصابة منتصف سبتمبر، ظل إندريك خارج حسابات ألونسو تماماً، رغم جاهزيته لخوض المباريات. ووفقاً للتقارير، فإن اللاعب إلى جانب الظهير الفرنسي فيرلاند ميندي هما الوحيدان في قائمة ريال مدريد اللذان لم يحصلا على أي دقيقة لعب حتى الآن هذا الموسم.

ويُعد ذلك وضعاً معقداً بالنسبة للاعب شاب جاء إلى مدريد وسط ضجة إعلامية ضخمة وتوقعات هائلة، خصوصاً أنه كان أحد أبرز الوجوه الواعدة في كرة القدم البرازيلية.

ذكريات البدايات وتألق مفقود

ولد إندريك في 21 يوليو/تموز 2006 في العاصمة البرازيلية برازيليا، وبدأت مسيرته الكروية منذ سن مبكرة عندما انضم إلى أكاديمية بالميراس في عمر 11 عاماً. هناك، سرعان ما جذب الأنظار بفضل قدراته التهديفية الفذة ومهاراته الفنية العالية التي جعلت مدربيه يلقبونه بـ"الظاهرة الجديدة".

في سن الخامسة عشرة فقط، أصبح نجم الفريق الأول في بطولات الشباب، وقاد بالميراس للتتويج بكأس ساو باولو للشباب عام 2022، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة. حينها، بدأت الأندية الأوروبية الكبرى تتسابق على ضمه، واعتبره جمهور البرازيل "أمل المستقبل" بعد نيمار وفينيسيوس جونيور.

بعد أشهر قليلة، وقع إندريك أول عقد احترافي مع بالميراس، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك مع الفريق الأول، وبدأ مسيرته الرسمية بطريقة مبهرة بتسجيله في أول ظهور له في الدوري البرازيلي.

من موهبة واعدة إلى صفقة استثمارية ضخمة

جذب تألقه المذهل أنظار ريال مدريد، الذي سارع إلى التعاقد معه في صفقة بلغت قيمتها نحو 60 مليون يورو شاملة المتغيرات والحوافز، في استثمار طويل الأمد للمستقبل.

ورغم صغر سنه، أظهر اللاعب نضجاً كبيراً وثقة لافتة خلال تصريحاته الأولى، مؤكدًا أنه يحلم بالسير على خطى مواطنيه فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس في العاصمة الإسبانية.

قبل انتقاله الرسمي إلى أوروبا، واصل إندريك تألقه مع بالميراس، وقاد الفريق إلى لقب الدوري البرازيلي عام 2023، مسجلاً أهدافاً حاسمة في مرحلة الحسم.

كما نال إشادات واسعة من أساطير البرازيل مثل رونالدو نازاريو وريفالدو، اللذين أكدا أنه يمتلك مزيجاً نادراً من السرعة والدقة والقوة الذهنية التي تؤهله لأن يكون المهاجم البرازيلي المثالي لعصر كرة القدم الحديث.

تجربة أوروبية صعبة

انضم إندريك رسمياً إلى ريال مدريد في صيف 2024، حيث بدأ التدرب مع الفريق الأول فوراً إلى جانب نجوم مثل جود بيلينجهام وفينيسيوس ورودريجو.

ورغم الإصابات التي أخرت ظهوره الرسمي، تمكن من المشاركة في بعض المباريات تحت قيادة المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، حيث سجل سبعة أهداف في 840 دقيقة فقط، وكان الهداف الأول للفريق في كأس الملك بخمسة أهداف، ما جعله أحد أبرز المواهب الواعدة في الفريق الملكي.

لكن انتقال القيادة الفنية إلى تشابي ألونسو غيّر المعادلة تماماً. فبعد أن كان اللاعب يطمح إلى الحصول على دور أكبر، وجد نفسه خارج التشكيلة تماماً، في وقت نال فيه المهاجم الشاب جونزالو (من أكاديمية النادي) عقداً احترافياً جديداً بعد تألقه في كأس العالم للأندية بتسجيله أربعة أهداف.

هذا التطور جعل إندريك يدرك أن عليه منافسة جونزالو على دقائق محدودة للغاية خلف كيليان مبابي، وهو ما اعتبره مؤشراً سلبياً على مستقبله القريب داخل الفريق.

ومنذ أن بات جاهزاً للمشاركة في مواجهة إسبانيول يوم 20 سبتمبر، شارك جونزالو في 4 مباريات من أصل 7، بينها مباراة واحدة كأساسي بإجمالي 106 دقائق، بينما ظل إندريك حبيس مقاعد البدلاء.

قلق من المستقبل وضغوط تسويقية

تتزامن أزمة إندريك مع اقتراب كأس العالم 2026، وهي البطولة التي يعتبرها محطة حاسمة في مسيرته وفرصة لتثبيت أقدامه في المنتخب البرازيلي. كما تمثل المشاركة في البطولة أهمية خاصة لشركائه التجاريين وعلى رأسهم شركة "نيو بالانس" الأمريكية، الراعي الرئيسي للاعب، التي ترى في تألقه فرصة ترويجية كبيرة في السوق اللاتينية والأوروبية.

ورغم كل الضغوط، لا يفكر اللاعب في الاستسلام أو مغادرة مدريد بشكل دائم. بل يخطط للعودة إلى الفريق بعد الإعارة بنضج أكبر وخبرة أوروبية أوسع تمكنه من فرض نفسه في المستقبل.

رحلة لم تصل إلى الذروة بعد

ورغم كل التحديات، لا يزال إندريك يمتلك كل المقومات التي تؤهله ليصبح أحد أبرز المهاجمين في أوروبا خلال السنوات المقبلة: موهبة فطرية، وعقلية تنافسية، وطموح لا يعرف التراجع.

قصته بدأت في شوارع برازيليا، ومرت بمحطات التألق مع بالميراس، قبل أن تصل إلى سانتياغو برنابيو، حيث يعيش اليوم مرحلة من الاختبار الحقيقي.

رحلة إندريك مع ريال مدريد لم تبلغ ذروتها بعد، لكنها تحمل في طياتها كل مؤشرات النجاح. فالمهاجم البرازيلي لا يزال في بدايات طريقه نحو القمة، مؤمناً بأن الفرصة ستأتي، وأن المجد الأبيض لا يُمنح بل يُنتزع بالعمل والإصرار.