(أخبار اليوم – سارة الرفاعي)

قالت أخصائية الصحة النفسية والمدرّبة المعتمدة في الذكاء العاطفي والقيادة الذاتية آلاء ضاهر إن كثيرًا من الأشخاص يعيشون حالة من التعب النفسي الخفي دون أن يدركوا ذلك، إذ يشعرون بالإرهاق وفقدان الطاقة والرغبة في الحياة، رغم عدم وجود سبب واضح أو مرض عضوي مباشر.

وبيّنت ضاهر أن هذا النوع من التعب هو ما يُعرف في علم النفس بـالاحتراق النفسي الصامت، حيث يعيش الفرد في حالة توتر منخفضة ولكنها مستمرة لفترة طويلة، ما يؤدي إلى فقدان التركيز والشغف والإحساس بالخمول، مؤكدة أن "الإنسان لا يكون تعبانًا بلا سبب، بل يحمل على ظهره تراكمات من الأحمال العاطفية والضغوط التي لم يُعبّر عنها".

وأوضحت أن المجتمع ما زال يعاني من سوء فهم للتعب النفسي، إذ يُطالَب الأفراد دومًا بالصبر والتحمل والتظاهر بالقوة، بينما الحقيقة أن القوة الحقيقية تبدأ من الاعتراف بالضعف، وأن قول "أنا لست بخير" هو أول خطوة في طريق التعافي.

وأضافت ضاهر أن العلاج النفسي لا يكون دائمًا بالحركة والنشاط كما يظن البعض، بل أحيانًا بالهدوء، والاستماع، وتوفير مساحة آمنة للبوح، لأن الهدوء بحد ذاته علاج، وهو ما يتيح للإنسان فهم ذاته والعودة إلى توازنه الداخلي.

ودعت إلى ضرورة الاهتمام بجودة الحياة النفسية وليس فقط الجسدية، قائلة إن الجلسات النفسية ليست حكرًا على من يعانون الأزمات، بل هي مساحة لتعلّم الراحة والسكينة والصدق مع الذات.

وختمت ضاهر حديثها بالقول: “التعب النفسي رسالة وليست لعنة، وحين نستمع لها بصدق نصبح أكثر وعيًا بذواتنا، وأكثر قدرة على أن نعيش لا أن نكتفي بمجرد البقاء.”