أخبار اليوم - أثار إعلان وزارة التربية والتعليم عن خطتها لاستبدال الكتب الورقية بالأجهزة اللوحية "الآيباد" في المدارس الحكومية موجة واسعة من الجدل بين الأهالي والمعلمين والمهتمين بالشأن التربوي، بين مؤيد للفكرة باعتبارها خطوة نحو التعليم الرقمي، ومعارض لها بسبب التحديات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية التي قد ترافقها.
عدد من أولياء الأمور رحبوا بالفكرة من زاوية تخفيف وزن الحقيبة المدرسية التي تصل أحيانًا إلى أكثر من خمسة عشر كيلوغرامًا، معتبرين أن الانتقال إلى التعليم الإلكتروني قد يساهم في تسهيل الدراسة ويواكب التطور التقني العالمي، مؤكدين أن الكثير من الطلاب باتوا يستخدمون الأجهزة الذكية في حياتهم اليومية.
في المقابل، عبّر كثير من المواطنين عن مخاوفهم من أن تتحول الأجهزة إلى وسيلة للعب والتسلية أكثر من التعلم، مشيرين إلى أن نسبة كبيرة من الأسر لا تملك القدرة على شراء أجهزة أو دفع تكاليف الصيانة والاشتراك بالإنترنت، فضلًا عن احتمالية زيادة مشاكل ضعف البصر والإدمان على الشاشات.
وأشار آخرون إلى أن العديد من الدول المتقدمة التي خاضت تجربة التعليم الإلكتروني عادت إلى الاعتماد على الكتاب الورقي بعد سنوات من التجربة، داعين الوزارة إلى التركيز أولًا على تحسين بيئة المدارس من حيث التدفئة والمرافق والصيانة قبل الانتقال إلى التعليم الرقمي.
وأكد معلمون أن تطوير المناهج وتخفيف زخم المواد الدراسية يبقى أهم من تغيير الوسائل التعليمية، لافتين إلى ضرورة وجود خطة واضحة تضمن العدالة بين الطلبة وتدريب الكادر التعليمي بشكل كافٍ قبل تطبيق أي تحول شامل في نظام التعليم.
وتبقى الخطوة المقترحة – وفق مراقبين – اختبارًا جديدًا لمدى قدرة النظام التعليمي الأردني على الموازنة بين مواكبة التكنولوجيا والحفاظ على القيمة التربوية للتعليم، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لتحديث المنظومة التعليمية بما يتناسب مع الإمكانات الواقعية للأهالي والمدارس.